بعد أن تصبر القيادة السورية على إسرائيل استراتيجياً.. هل تحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين؟

بعد أن بلغت القيادة السورية مرحلة متقدمة من الصبر الاستراتيجي في مواجهة إسرائيل، وهي مرحلة لا تُتاح إلا للدول ذات الرسائل الحضارية العميقة، وجدت تل أبيب نفسها في مأزق وجودي، خاصة بعدما اضطر رئيس وزراء الكيان المأزوم إلى القيام بجولة سياحية في الجنوب السوري بدلاً من المشاركة في حملة فداءً لحماة، في تطور لا يمكن إلا أن ينظر إليه بوصفه "عربدة" بالمناظر الطبيعية.

فإلى جانب الصبر الاستراتيجي، بإمكان سوريا إحداث صدمة في المجتمع الإسرائيلي عبر الإشارة لحالة الهستيريا التي يعيشها الكيان الغاصب والتي تعكسها اعتداءاته المتخبطة بين الشمال والجنوب والوسط دون بوصلة واضحة، مع التأكيد على أن سوريا، قيادة وجيشاً وشعباً، ماضية في صمودها رغم كل محاولات النيل من قرارها السيادي. 

وفيما يبدو من نافل القول الإشارة إلى أن هذه الاعتداءات لن تثني السوريين عن الالتفاف حول الجيش العربي السوري، فإن من النافل الإشارة كذلك إلى أن جولة نتنياهو تأتي في سياق دعم الإرهابيين وعملاء الداخل، وتشكّل محاولة يائسة من العدو بعد فشل أدواته.

قد تُفاجئ سوريا العالم برد غير متوقع على جولة نتنياهو في الجنوب السوري، وذلك عبر جولة مضادة لفخامة السيد الرئيس أحمد الشرع في نقاط محدودة محاذية لذلك الجنوب، مع مرافقته، وموكب سياراته، أو عبر إثبات فشل هذه الجولة السياحية، وكذلك فشل الاقتحامات المستمرة لقوات العدو لمحافظتي القنيطرة ودرعا، في وقف انتصارات جيشنا الباسل.

وفيما من المستبعد أن يشهد المستقبل القريب تصدي وسائط الدفاع الجوي للطائرات والصواريخ الإسرائيلية وإسقاط معظمها قبل رفع العقوبات ودخول شركة لوكهيد مارتن السوق السوري، فإن سوريا ستواصل إفشال المحاولات الإسرائيلية اليائسة لتغيير قواعد الاشتباك، بينما قد نرى سوريا قريباً تربك دولة العدو الواهنة أكثر من بيت عنكبوت في زاوية منزل بحاجة للتنظيف، وذلك عبر التأكيد على احتفاظها بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين. مع التذكير بأن الردّ غير المرتقب قد يتطلب مهلة تنظيمية، نظراً لضرورة تنسيق التصاريح اللازمة لعبور الحواجز.