ظاهرة الأب الصائم: أسباب وتداعيات

"الأب الصائم" ظاهرة اجتماعية موسمية تتسم بتحولات سلوكية جذرية، وتفاعلات عصبية إنسانو-بدائية مع المحيط البيئي، تنعكس على حياتنا البائسة بؤساً إضافياً. معهد الحدود لدراسات نكد الآباء، أجرى دراسة شملت ٤٠٠ أب صائم، واستطاع تحديد عدد من السّمات المشتركة التي ظهرت على جميع أفراد العيّنة في محاولة لفهم الظاهرة، خصوصاً أن الدراسات العلمية حولها لا تزال غير كافية، كما هو الحال في ظاهرة رامز جلال. 

يَظهَر الأب الصائم على شكل أب كالعادة، لكنه صائم فوق ذلك. يستيقظ من النوم هادئاً  مقتصداً في الانفعالات والكلام "بوكر فيس". بينما استغرق الآباء العاملون أربع ساعات للدخول في سلسلة من التغيّرات الفسيولوجية المرعبة، فإن المتقاعدين دخلوها مباشرة بعد الاستيقاظ، فتقلصت حدقات أعينهم فور سماعهم أي صوت، وباشروا التلاسن مع الراوتر والتلفاز والاعتداء الوحشي على أجهزة الريموت.

تدخل الظاهرة ذروتها خلال ساعات الظهيرة، فيُظهر الأب سلوكيات دفاعية ضد أي محاولة لإخراجه عن دينه، من بينها حظر التفاعل البشري غير الضروري، إلا إذا كان متعلقاً بكفاءة التجهيز للإفطار، وسبب تشغيل الغسالة في نهار رمضان، والتحقيق مع أفراد العائلة لمعرفة من ابن الكلب الذي اخترعَ يوم الثلاثاء.

واتفق أفراد العينة العينة أن ما يصيبهم لا علاقة له بالصيام إطلاقاً، على العكس، والله لم يشعروا به، لكن الطقس المتقلّب هو المسؤول عن استفزاز ٤٥٪ منهم، بينما وجّه ٣٠٪ اللوم إلى الإسراف والتهافت على الأسواق والأزمات الخانقة التي تعطّل تهافتهم على الأسواق؛ فيما فضّل ٢٥٪ الاحتفاظ بالسبب لأنفسهم وأن نغرب عن وجوههم كي لا يفضحوا تعاريص عرضنا عند ساعة المساء، مؤكدين أنهم اللهم صائمون.

وأكدت الدراسة عدم وجود أي أثر إيجابي لهذه الظاهرة داخل المنزل أو خارجه، لكن تداعياتها الخطيرة تمتدّ لتشمل تهديد السلم الأهلي في طابور القطائف بسبب ازدياد معدلات جرائم الشرِِّف.. تفضّل.. اصعد فوقي بالمرّة، التي سرعان ما تتحول إلى عراك جماعي يتوسّع ليتدخل فيه طوائف وعشائر وشرطة وجيش ودول.

وحثّ فريق الدراسة دوائر الإفتاء على ضرورة تقديم درء المفاسد على جلب المنافع، من خلال إعفاء الآباء من الصيام، أو تخصيص شهر آخر لهم يصومون خلاله ويتسنّى للآخرين استيعابهم، أو السماح للأبناء بعقوقهم خلال هذا الشهر ووضعهم تحت الإقامة الجبرية في غرفهم ريثما يمضي هذا الشهر على خير.