ماذا ينقص المسيّرات الإيرانية التي ستمحو إسرائيل عن الوجود كي تعثر على حطام طائرة الرئيس؟
فتحي العترماني - ميكانيكي الحدود المتخصص بشؤون الخردة الطائرة
٢٠ مايو، ٢٠٢٤

نجحت خطة الغرب التي حبكها منذ عقود في استهداف القيادات الإيرانية بفرضه عقوبات تمنع استيراد البراغي والمفكات اللازمة لمقارعة قوى الاستكبار العالمية وتطوير وصيانة الأسلحة والآليات المستوردة منها، فسقطت طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على طريق العودة بعد لقاء الرئيس الأذري صاحب كازية نتنياهو المفضّلة في آسيا الوسطى، ليرتقي بذلك إلى رتبةإمامٍ مُغيَّب لمدة تزيد عن ١٥ ساعة.
وهنا، غمز الغامزون، ولمز اللامزون، وتسائل المتسائلون المطبعون البترودولاريون: إن كانت قاعدة القوة الضاربة الجوفضاءكونية التابعة للحرس الثوري قادرة على محو إسرائيل عن الوجود خلال سبع دقائق في الأجواء العادية و٢٠ دقيقة في حالة الطقس الغائم، ما الذي كان ينقصها لإيجاد رئيس البلاد خلال ١٦ ساعة غير المسيّرات التركية؟ الحقيقة، لا ينقصها شيء، وإن كان هناك من ناقص كارهٍ لذاته رجلٌ أسمر متأبيض يطرح هذه الأسئلة وسط المشهد الضبابي الذي تشهده المنطقة. لكننا سنجيبه ونشير إلى ما يمكن أن يكون قد شكل عائقاً أمامها، درءاً للشكّ بقدرة مسيّرات التحرير على إيجاد رئيسي ورئيسك ورئيس جميع الأحرار.
الدعاء الصحيح
يعتقد البعض أن المسيّرة لا تحتاج سوى ذخيرة ووقود وتحديد وجهة، لكن ليس بالنسبة لمسيّرات نصرة المظلومين، فمن المعروف أن المسيرات العسكرية لا تنطلق لتدمير الأعداء إلا مع ترديد "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" لكن في حالتنا هذه لم يكن هناك شيءٌ ليُرمى، كما أن ضباط الحرس الثوري لم يستطيعوا تشغيل المسيّرات بدعاء "اللهم اردد علي ضالتي بعزتك وسلطانك" خشية الوقوع بشُبهة وسم الرئيس بالضلالة لأن كل ضلالة في النار.
المكان الصحيح
من المؤسف أن مروحية رئيسي لم تسقط على طريق القدس، بل في منطقة جبلية وعرة لا تحمل أي أهمية استراتيجية لنهاية الزمان. في حين أن مسيّرات نصرة المستضعفين تتضمن في كود تشغيلها عقيدة المقاومة التي لا تسمح لها إلا بالتحليق غرباً (العراق، سوريا، لبنان…إلخ) أو التوجه شمالاً (جورجيا، أوكرانيا…إلخ) على متن طائرات الشحن التابعة لجيش الاستكبار الروسي.
اليقين الصحيح
لا تعمل المسيّرات الإيرانية وفقاً للمعطيات المادّية وحسب، بل تحتاج يقيناً بالله يقيناً أنها ستحقق أهدافها وإن لم تُرَ بالعين المجردة؛ فإطلاق المئات منها باتجاه إسرائيل كان كافياً لتعلن قنوات الميادين والمنار أن الكيان الصهيوني إلى زوال، لكن تحليقها في دوائر دون جدوى على الحدود الأذرية لم يكفي للإعلان أن الرئيس إلى إيجاد.