متلازمة الشعور بالفخر في هذا الوطن: الأسباب والعلاج

منذ اعتياد أجدادنا الهوموسابيان على الإقامة في الكهوف، بدأت ظاهرة التفاخر في الوطن بالانتشار والتغلغل داخل أدمغتهم والتي تطورت خلال آلاف السنين، ليتطور معها الوطن ومعه تتطور ظاهرة التفاخر به حتى أصبحت مرضاً ودأبَ العلماء على دراسته وتحليل آثاره وأعراضه الجسدية والنفسية المرافقة كالاعتزاز بالنفس والانسلاخ عن الواقع والصدر المنفوخ ووقفة الطاووس.. معهد الحدود للدراسات الطبية (م.ح.د.ط) تقدمَ بورقة بحثية تحت عنوان "متلازمة الفخر الوطني -الأسباب والعلاج" لخّص فيها دراسته لمئات الحالات الفخرية التي انتابت مواطنين بالعالم العربي وأسباب شعورهم بذلك:

القائد

لاحظت الدراسة بين رابط قوي بين وجود قائد قوي الشكيمة قد الكون ويتحدى الكون في الوقت نفسه ويتصدى لمخططات كل الدنيا ضده والتي تعاديه وتحاربه وتتآمر عليه منذ استلامه الحكم الأبدي للبلاد، وبين ازدياد معدل حالات الإصابة بمتلازمة الفخر الوطنية منذ الولادة، ليتضح أن مشاعر الانتصار التي يشعر بها القائد خير محفز  لمصادر الفخر لدى الشعب، خصيصاً إن كان الشعب مهزوماً ويا حبذا لو كانت هزيمته على يد القائد نفسه. 

العدوى

وجدت الدراسة التي أعدها (م.ح.د.ط) أن متلازمة الشوفينية تنتقل عن طريق العدوى عبر المسالك السمعية، إذ تتساب  المتلازمة بسهولة شديدة عبر التعرض لأغاني الوطنية والقصائد الشعرية والخطابات الرئاسية، والتي بمجرد بمجرد ملامسة كلماتها لأذن المواطن تظهر أعراض الإصابة الشديدة فوراً على تصرفاته كالدبكة والنخ والرقص والهتاف الديكي.

الصحة التراكمية والمناعة

لطالما كان التحصين الجسدي يبدأ منذ الصغر وحصولك على رضاعة طبيعية كما يرتبط بنمط الغذاء وأسلوب الحياة الصحية التي يعيشها الفرد منذ نعومة أظفاره، فلو نشأت بمدارس حكومية على يد مجموعة من الأساتذة القديرين الذين أرضعوك حب الوطن وأطعموك كتب التربية الوطنية والقومية فستكون أكثر تعرضاً للإصابة بمتلازمة الفخر الوطني من غيرك.

بقاؤك بالقرب من بؤر الإصابات

حالها حال الأمراض السارية تزداد معدلات الإصابة بمتلازمة الفخر الوطني كلما اقتربت من بؤر انتشار المرض، كالمرور إلى جانب المؤسسات الحكومية والمقرات الحزبية  والوزارات أو العيش بالقرب من مبنى الإذاعة والتلفزيون الحكومي، كما بيّنت الدراسة أن ٩٩٪؜ من الملتزمين بالحجر الوطني والذين لم يسبق لهم أن تعرضوا لأوطان أخرى يتمتعون بمناعة وطنية مضاعفة ضد لقاحات المتلازمة، ويؤكدون باستمرار أنه لا مثيل لوطنهم في كل العالم. 

الجينات

لاحظت الدراسة وجود حالات فخر وطني لدى البعض غير مرتبطة بأي سبب من الأسباب السابقة، لتبين الفحوصات المخبرية السريرية أن السبب وراثي جيني بحت، ومرتبط بانتماء الآباء والأجداد والأقرباء ممن يحملون نسباً عالية من الحمض النووي المسؤول عن الوصول لمناصب رفيعة في جهاز إدارة الوطن. 

العلاج

تبدأ رحلة الشفاء باستئصال الإقامة في أرض الوطن ومن ثمّ تلقّي أول فيزا إلى الخارج.