زوجان يصلان تلك المرحلة التي تتكفّل فيها رحلة قصيرة بالسيارة بإثارة احتمالية طلاقهما

وصل السيد نسيم البرشام والسيدة سلام شغامين تلك المرحلة التي لا يستطيع أحدهما أن يقضي فيها بضع دقائق مع نصفه الآخر، ولا يحتاجان إلى الكثير لتحويل تفصيلٍ شديد الاعتيادية كرحلة قصيرة بقصد التسوق، إلى محرّض فعال لتخيل سيناريوهات الانفصال عن بعضهما، والتفكير بكل جدية بفتح باب السيارة عنوة وترك كل من فيها والركض نحو المجهول.

وكان نسيم وسلام قد مرّا بكل المراحل الطبيعية التي يتوقع لهما المجتمع أن يمرّا بها؛ قاوما خلالها بكثير من الجهد ذلك الشعور بأن رباطهما المقدس ليس مقدساً تماماً، ولم يكن مقدساً يوماً، وأنه كان غلطة منذ اللحظة الأولى تقريباً.

وأكد السيد نسيم أنه لم يكن ليحقق هذا الإنجاز مع شريكته لولا تعاونهما وصبرهما وتضحياتهما، "سيكون الأمر صعباً في البداية؛ ستعتقد أن المشكلة تكمن في التسرع نظراً لأن أسرتيكما لم تتعارفا على بعضهما لوقت طويل جداً قبل أن تتخذا قراراً كبيرا كهذا، أو في أنكما قد تغيران رأيكما حالما تتعارفان ولذلك فإن الأمل دائماً يدفعك للمحاولة". ثم أشاد بجهود سلام التي ساندته خلال لحظات ضعفه التي أعتقد فيها أن هذا "الشيء" يحتاج للإنقاذ، وأكدت له أن مجرد مرور أحدهما بجانب الآخر كفيل بالتعتيم على أي شيء جيد قد جرى خلال يومهما.

بدورها، أكدت سلام على حجم الخطوات التي قطعتها مع زوجها "عرفت منذ البداية أن زواجنا يعاني من مشكلة بسيطة تتمثل بحدوثه في المقام الأول؛ ومع ذلك، لم تكن الخيالات عن الهرب تراودني إلا في الظروف الشديدة كالسفر معه في السيارة لعدة ساعات، أو خلال المناسبات الاجتماعية التي تستلزم حضورنا سوية. واليوم، بالكاد يستطيع أحد أولادنا إكمال وجبة الغداء بشكل طبيعي، وصاروا يفهمون لغة الإشارة ويعرفون الكلمات المفتاحية لإشعال معركة ومعاني تمرير الأطباق بجفاء أو الطرق على الطاولة أو الانصراف عنها مبكراً. أوووف، إن مجرد قراءة اسمه على شاشة الهاتف اليوم تدفعني جدياً للبحث عن شقة صغيرة للإيجار في منطقة جبلية نائية وتخيل الرحيل إليها".

وتشابهت إجابات الزوجين على سؤالنا عن الموعد الذي يتوقعانه لترسيم الطلاق المنتظر،حيث تطرقا إلى عوامل عدة مثل هشاشة الطرف الآخر النفسية وحتمية أن يتحدث الجيران في الحي عن هذا الطلاق مطوّلاً، فضلاً عن عناء المعاملات الورقية، ليخلصا إلى أن الوقت قد لا يزال مبكراً بعض الشيء لاتخاذ قرارٍ كهذا، وبأن أطفالهما هم المستفيدون في هذه الحالة، لما سيتمتعون به من فوائد النمو ضمن جو أسري لطيف بجانب والدهم ووالدتهم لأطول وقت ممكن.