بروباغندا من بلدي: السيسي يُفرّغ شمال سيناء من سُكانها ليتمكن من تنميتها بهدوء

يُخشى أن تؤدي "تيسيرات الدولة" المُتمثلة بفتح طريق مُغلق منذ ثمانية أعوام إلى تدليل مواطني شمال سيناء الذين عملت الدولة على تأديبهم وتربيتهم على أكل ما يزرعون بعد منعهم من إدخال البضائع، وهدمت مدارسهم لتُعلمهم أهمية التعليم الذاتي، لكنّ الخبر الجيد أنّ معظم المواطنين رحلوا أو ماتوا بقصف عشوائي وصارت أراضيهم ممتلكات عسكرية، سيعيش فيها مواطنون عسكريون، أقوياء صناديد، لا تُفسدهم أي تسهيلات.

نسيت صحيفة المصري اليوم أن تُشير إلى جهود الدولة المصرية الوقائية في منع المشاجرات استباقياً، عبر الاستيلاء على منازل أهالي العريش جميعاً لمنعهم من الحصول على أي ميراث قد يتشاجرون عليه مستقبلاً، سيدات ورجالاً وأطفالاً وشيوخاً.

تُثبت الأرقام الدقيقة المذكورة بالتقرير للمواطنة سوسن أنّ أموال التعويض التي كان من المفترض أن تحصل عليها لقاء طردها من منزلها الواقع في قرى العريش لم تذهب هباءً، بل صُرفت على مشاريع تنموية فوق أطلال غرفة نومها السابقة، تأخذ العقل وتجعلها سعيدة بأنّ رُكام منزلها تحت أيدي وأقدام أمينة، وراضية بالعِشة التي اتخذتها مسكناً لها.

من سوء حظ الصحفي إسماعيل الإسكندراني أنّه لم يستطع مع السيسي صبراً واختار السلبية وانتقاد سلوك الدولة بهدم أرض الفيروز، فواجه حكماً عسكرياً بالسجن لمدة 10 سنوات، ليُحرم من معرفة الحكمة الرئاسية المُتمثلّة بتعبيد "طريق الأمل" على رأس أهاليها النكديين الذين يقفون حجر عثرة في الطريق هذا.