احتفالات عرس قطر الديموقراطي الذي لم يدع إليه ٩٠٪ من القطريين

التزمت صحيفة الشرق بمفهوم قانون الانتخاب الجديد حول المواطن القطري، معتبرة كل قطري لا يعترف القانون بقطريته مُحرضاً إقليمياً، حتى إن ادّعى غير ذلك بتغريداته على تويتر.

شعرت فاطمة - القطرية أباً عن جد عن جد الجد - بالمسؤولية لكونها من قلة الناخبين القليلة المسموح لها بالتحلي بالوعي والانتخاب، وحمدت الله أنّها متزوجة من قطري مجنّس، ما يُخلي أطفالها من هذه المسؤولية الجسيمة، لأنّهم ليسوا قطريين كاملين ولا يحق لهم الانتخاب. وقد خففت هذه الحقيقة من قلقلها؛ إذ ذكّرتها بأنّ القطريات أيضاً أنصاف مواطنات، عليهن التحلي بنصف وعي وتحمّل نصف مسؤولية، حتى ولو كُنّ حاضرات عند تأسيس الدولة ووقّعن شخصياً على المواثيق.

بعد 10 أعوام من الحضور في الميدان لتغطية أحداث الربيع العربي، تعب مراسلو الجزيرة من الركض وراء المتظاهرين وملاحقة الرأي والرأي الآخر، ما منعهم من تغطية الاحتجاجات في قطر، لكنّ مهنية القناة الثورية حتّمت عليها التواجد في الميدان الإلكتروني وتغطية المناكفات على تويتر، لإعداد تقرير كامل حول الأحداث، مُكوّن من تغريدتين فقط.

من الواقع البديل.. تساءل الرياضيان أحمد تيجان وشريف يونس - من أصول غامبية سينغالية - إن كانوا من ضمن "الجميع" الذين تقع عليهم مسؤولية تقوية اللحمة الوطنية، أم أنّ مهمتهما تقتصر على حصاد الميداليات لرصيد قطر وتمثيلها في ألعاب طوكيو الأولمبية، لكنّ صحيفة الراية ترفعّت عن الإجابة نبذاً للعصبية والتطرّف وتجنباً لتذكريهما بأنّ قانون الانتخاب لا يعترف بهما كقطريين.

تفاجأ محمد آل مُرّة من عثور صحيفة الشرق على "العديد من المواطنين" الذين يتطلعون للمشاركة في انتخابات مجلس الشورى، وحيّاها على تمكنها من الوصول إلى العشرة بالمئة من سُكّان قطر المسموح لهم بالمشاركة.

يتمنى المواطن القطري محمد آل مُرّة أن يكون مواطناً قطرياً بما فيه الكفاية، لتسمح له القيادة الرشيدة والحكومة الموقرة بالمشاركة في الإقبال الشعبي المُنتظر على الانتخابات، ليشكرها على هذا الاستحقاق التاريخي كما فعل رئيس تحرير صحيفة الراية.

أدرك عزيز عند قراءة مقال صحيفة الشرق أنّ بلاده مُقبلة على نقلة نوعية ستبني علاقة جديدة بين المواطن والدولة، لا تقتصر على إشراك المواطن في الحياة السياسية فحسب، بل ستعيد تعريفه كاملاً بطرق خلّاقة جديدة.

غمرت السعادة المواطن القطري عزيز، لدى رؤيته قناة الجزيرة القطرية تُغطي خبراً عن الشأن الداخلي القطري، ما جعلها تتخلى عن السلبية التي تُميزها في تغطية الأحداث العربية وترى النصف الممتلئ من الكأس وتزيد عليه المزيد ليمتلأ عن آخره ويتشارك الجميع في شربه، تماماً كمشاركتهم مجلس الشورى القطري المنتخب، الذي سيحوّل الدولة الخليجية إلى ديمقراطية نيابية، ومن يعلم، ربما تصبح جمهورية حديثة، العام القادم.