لايف ستايل، تقرير

قائدنا الاستثنائي يتمكَّن من تسيير أمور البلاد دون الحاجة للتواجد فيها

Loading...
صورة قائدنا الاستثنائي يتمكَّن من تسيير أمور البلاد دون الحاجة للتواجد فيها

يتمكَّن الحاكم الاستثنائي المميز الخارق للعادة، قائد البلاد وصمَّام أمانها وعريسها الدَّائم، والد الجميع وابنهم وأخوهم وعمّهم وابن عمّهم وزوج أخواتهم، يتمكّن من تسيير شؤون الوطن وإتمام كلِّ صغيرة وكبيرة فيه بنجاح منقطع النظير دون أن يضطر للتواجد داخل حدوده أبداً. ويفعل ذلك بحرفيَّة تجعل من المهمَّة تبدو وكأنَّها سهلة يستطيع أيَّاً كان، حتَّى المواطن العادي، القيام بها.

ويرى القائد أنَّ مشاكل البلاد بسيطة يمكن حلها من منتجعه الخاص في جزر الكناري “فأستضيف مستشاريَّ لنتسامر قليلاً، ثم نجد خبيراً أجنبيَّاً بإمكانه حلُّ المشكلة مقابل بضعة ملايين من الدولارت نظراً لانشغالي الدائم بإيجاد خبراء مناسبين ولأنني لا أستطيع القيام بكل شيء فأنا بشر بنهاية المطاف، وفقط كوني قائداً لا يعني أنني أخطبوط أو طرطور لأقوم بعمل كل شيء وبنفس الوقت”.

وأكَّد القائد على جاهزيَّته لحلِّ المشاكل المستعصية أو الطارئة التي قد تحدث في البلاد عن بعدٍ أيضاً “دائماً ما أحمل معي هاتفاً نقَّالاً بخاصيَّة الرومينغ، رغم ارتفاع كلفتها إذا لم تكونوا تعرفون إن لم يتسنَّى لكم السفر طوال الوقت مثلي، إلَّا أنَّ كل شيء يرخص في سبيل الوطن والمواطن، فأتواصل مع رئيس جهاز الاستخبارات ونتفق على أنسب أسلوب للتعامل مع المندسّين والثورات أو المظاهرات العارمة”.

من جهته، أكّد خبير الحدود في شؤون الفريلانس والخدمات الاستشاريَّة، الدكتور عمر النايم، أنَّ القائد المفدَّى هو أوَّل من ابتكر فكرة بدء المشاريع وإنجازها خارج حدود المكاتب من أيّ مكانٍ في العالم “فقد مكَّنت التكنولوجيا الحديثة والتطور التقني والرَّقمي الكثير من المواطنين من العمل خارج المكاتب والشركات، إلا أنَّ القائد حفظه الله كان أوَّل من عمل كفريلانسر دون وجود الإيميلات أو سكايب ودرُوب بوكس، منذ استلامه منصبه بدايات القرن الماضي إلى يومنا هذا”.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.