مواطن يعجز عن القيام بوظيفته لعدم اطلاعه على توجيهات القائد لليوم
٠١ أكتوبر، ٢٠١٧

فشل المواطن جمال الحصبة بإنجاز أيٍّ من الأعمال الموكلة إليه في وظيفته خلال اليوم، حتى البسيط منها، وذلك لعدم اطلاعه على توجيهات القائد* التي اعتاد العمل بناءً عليها قبل قيامه بأيِّ شيء في حياته.
وقال جمال إنَّ عدم اطّلاعه عل التوجيهات لم يعقه عن أداء واجبه فحسب، بل قَلب يومه رأساً على عقب “فلم أعرف ما إذا كان علي النهوض من السرير أم البقاء فيه إلا بعدما تذكرت توجيهاته البارحة، لكني واجهت ذات المعضلة فور قيامي عن السَّرير، فقد دخلت الحمام وغسلت وجهي وتناولت فطوري وغسلت أسناني وغادرت إلى عملي بطريقة قد تتنافى مع توجيهاته، وها أنا الآن في عملي لا أعرف إن كان علي الجلوس في مكتبي أم الذهاب إلى حديقة الحيوان”.
وأكَّد جمال أنَّ توجيهات القائد رافقته ورعته في كل لحظات حياته وكانت السبب في تكوينه منذ ولادته إلى اليوم “فقد وجَّه القائد والدي إلى والدتي قبل ولادتي، وعلّم الطبيب كيف يجلبني إلى هذه الحياة، ومن دونه لم تكن أمي لتعرف أن عليها إرضاعي الحليب، ولم تكن لتربيني مع والدي في بيتهما أو ينفقا عليّ شيئاً من المال، ولما تعلّمت النطق ولا درست ولا عثرت على واسطة تشغّلني أو فتاة لترتبط بي، ولبقيت أهبلَ أتبوّل على نفسي ولعابي يسيل من فمي بلا هدف أو معنى لحياتي”.
من جانبه، أكّد الناطق الرسمي باسم الحكومة أن تصرَّف المواطن ينم عن جهلٍ شديدٍ بتوجيهات القائد وفهمها “لأن عدم وصول توجيهاتٍ جديدة من القائد، روحي فداؤه، هو توجيه بحد ذاته، ورسالة إنسانية حضارية سياسية اقتصادية تربوية تعليمية زراعية ثقافية شاملة وخارطة طريق وإصلاح ومحاربة فساد، وهي تنمّ عن روح المبادرة التي يتحلّى بها وبصيرته ورؤيته الثاقبة والبعيدة والعبقرية في آن معاً”.
*توجيهات القائد: لغة رسميَّة يستعملها القائد لدى ظهوره في الوسائل الإعلامية وهو يستقبل ويوّدع ويزور ويهنئ ويعزّي ويوقّع اتفاقية أو صفقة، وهي تحتاج لمهارات خاصة لا يمكن لغيره القيام بها كالابتسام أو العبوس وهزّ الرأس وتحريك اليدين والمصافحة وتحريك الشفتين بكلمات مرتّبة وراء بعضها. تعتبر هذه اللغة السبب الحصري والوحيد للقيام بأي عمل في البلاد وإتمامه أو توقفه.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.