🎵 يا طير الطاير من فوق الصـاااخرا …

ممدوح حمادة

هناك قصة تروى عن حاكم عربي طلب في وصيته أن تسير جنازته في خط مستقيم من البيت إلى المقبرة، وذلك بطبيعة الحال يتطلب هدم جميع البيوت التي تعترض طريقها، فسألوه: ما الغاية من هذا الطلب يا سيدي؟

فأجابهم: 

ثلاث غايات: الأولى أن يُسجَّل إنجازٌ باسم ابني، وهو شق طريق جديد في المدينة يحمل اسمي، أما الثانية فهي تحويل ابني من شخصية ضعيفة إلى شخصية قوية يهابها الناس وترتعد فرائصهم عند ذكر اسمه، وأما الثالثة فهي أن تجعل الناس يترحمون على أيامي ويقولون سقى الله أيام والده.

نفذ الابن وصية أبيه، وهذا ما كان فعلا بعد تنفيذها، فقد ترحم الناس على والده وصاروا يذكرونه بالخير، بعد أن كانوا يتمنون الخلاص منه بميتة بشعة تقشعر لها الأبدان.

وبسبب نجاح خطة المقبور المذكور أعلاه نجاحاً باهراً، فقد لاقت هذه الخطة شعبية كبيرة بين الحكام الجدد، وصار كل حاكم طازج ينفذ هذه الخطة أو ما يشبهها فور إلقاء مؤخرته على الكرسي، حيث يتخذ الإجراءات التي لم يجرؤ من سبقه على تنفيذها.

أما الشعوب، فقد انتشرت بينها أغنية يُعتقد أنها مع الأيام ستتحول إلى نشيد وطني يردده الجميع، يقول مطلعها: يا طير الطاير من فوق الصاااخرا ... بيروح الخـا*ا بيجينا الأخـ*ا.