ما هي الأوراق اللازمة لترخيص بناء دولة داخل الدولة في سوريا؟
فتحي العترماني - معقّب معاملات غير قانونية
١٨ نوفمبر، ٢٠٢٤
كثُرت في دمشق مؤخراً ظاهرة انتشار المخالفات المتمثلة ببناءٍ غير مرخص للدولة داخل الدولة تترتب عليها غرامات تتراوح بين مصادرة بضع شركات إلى بضعة أرواح، وذلك إما بسبب عدم اكتمال الملف اللازم تقديمه من قبل المُتعهِّد للجهات المختصة، كما حدث مع محمد حمشو وخالد الزبيدي، أو لحصول المتعهّد، مثل مجاهد اسماعيل، على ترخيص لإنشاء مشروع مُرخَّص مسبقاً من وزارة تجارة الظل، ما يسبب تضارباً في المصالح الوطنية.
والحال أنَّ الظاهرة ليست جديدة كلياً على أعرق عواصم التاريخ؛ حيث عرفت مدينة الياسمين قيام وانهيار عددٍ من الدول داخل الدولة لجملة معقَّدة من الأسباب، أبرزها الدولة الرفعت-أسدية التي لم تلتزم بمبادئ السيادة وحاولت التعدّي على مقدّرات الدولة الحافظ-أسدية العسكرية، فاضطرت الأخيرة لمحاصرة ما قبل الأخيرة، والتي أعلنت استسلامها وهروب قياداتها بما تيسّر من أموال؛ إضافةً إلى الدولة المخلوفية التي اقتربت من التحول إلى قوة إقليمية عظمى في سوريا فاضطرت الدول البشارية والأسمائية والأبو علي خضريّة لتشكيل تحالفٍ أطاح بالدولة المخلوفية وأعاد التوازن الإقليمي داخل سوريا.
ومردُّ ذلك أن سوريا ليست دولة بالمفهوم التقليدي أو حتى غير التقليدي، فهي تخضع لضوابط أكثر صرامة مقارنة بدول الجوار فيما يتعلق بقوانين إنشاء الدول داخلها. وعليه، استشارت الحدود من تبقّى من المعنيين الذين ما زالوا يتمتعون بامتلاك هواتفهم، لتوضيح الأخطاء التي يقع فيها بعض متعهدي الإنشاءات العابرين للحدود، والأوراق والتراخيص اللازم تقديمها لبناء دولة ماهر أسدية نظامية تمارس أعمالها دون مضايقات بشارية أو حزب اللهية.
الأوراق اللازمة لبناء دولة داخل دولة:
- دفتر عائلة باسم بشار وفيه اسم الأب حافظ واسم الأم أنيسة، شريطة أن يكون المتقدم لديه على الأقل ٣ أبناء أحدهم عبقري في الرياضيات.
- سند تملّك لقصر في منطقة المهاجرين يقع في الشارع الواصل بين مستشفى الشامي وساحة عدنان المالكي.
- تعهّد بوجود مصالح مشتركة بنسبة ٦٠٪ مع روسيا و٤٠٪ مع إيران وليس العكس.
- وجود سجل تجاري عائلي يعود لخمسين سنة على الأقل في أحد المجالات التالية: تهريب الدخان، تهريب المحروقات، تمويل الحروب والاغتيالات في دول مجاورة، تجارة الكبتاغون.
- ورقة توصية من دولتين حليفتين، شريطة أن يكون لإحداهما ماضٍ اشتراكي.
فوائد بناء دولة داخل الدولة:
- الاستفادة من سوق الإتاوات والحواجز العسكرية المزدهر في البلاد.
- دخول نادي الـ ٥٪ الذي كان حكراً على العائلة الحاكمة قبل حزمة الإصلاحات التي بدأها الرئيس عام ٢٠١١.
- الحصول على استحواذ روسي أو إيراني بشكل حر خارج البيروقراطية الحكومية.
- تنقيب آبار النفط والمتاجرة ببراميلها ضمن اتفاقيات تعاون حرّة مع التنظيمات الإرهابية.
أضرار جانبية قد ترافق بناء الدولة داخل دولة:
- انهيار مفاجئ لدولتك المصغرة وتحولها إلى ميليشيات.
- انتهاء مدة الحصانة الممنوحة لك قبل وقتها المحدد.
- تسرّب إحداثيات سيارتك بشكل غامض من مكتب أمن الدولة للموساد الإسرائيلي.