بروباغندا من بلدي: الصحف المغربية والفن.. تغطية مميزة لمسرحية الديمقر-ملكية

علا صراخ المواطنين الهلعين عند قراءتهم خبراً عبر منصة أخبارنا المغربية عن تجرأ أحد الإسلاميين الذين "فقدوا اتزانهم" بعد الخسارة البرلمانية والذي وصلت فيه الوقاحة حد المطالبة بملكية-برلمانية وإتمام فصل السلطات، في تعدٍ سافر على حقوق الملك و"ابتزاز للدولة "التي تقود المسيرة الديمقراطية وتدعمها وتُحصّنها بالشكل الذي تراه مناسباً.

ترقرقت الدموع في عيني حسين حين قرأ عن لفتة رئيس تكتل الأغلبية (حزب الحمامة)، في منصة مغرس الإخبارية، التي وردت فيها تفاصيل دقيقة وحساسة تضمنت قيامه عن الكرسي ومشيه إلى باب مقر الحزب لاستقبال رئيس حزب الاستقلال، ما يؤكد أنّ المنصات لن تنتظر طويلاً قبل البدء في التطبيل للحكومة المغربية الجديدة واصطياد خطواتها الاستثنائية.

جهّزت سماح نفسها صباح الانتخابات وهرعت إلى صناديق الاقتراع بعدما أقنعتها مادة منصة أخبارنا بضرورة وأهمية ومحورية مشاركتها في زركشة صورة الديمقراطية المغربية من خلال اختيار الاسم الذي سيوقع على القرارات الحكومية التي تنساب من نبع المراسيم الملكية.

ركب الهم المواطن حسين لدى إضافة الدولة واجباً سياسياً جديداً على واجباته كمواطن مغربي لا يمتلك أي حقوق سياسية، لكنّ أداء المُحرر في موقع المغرب 24 كان مُقنعاً حين أكّد أنّ المسألة ليس مجرد واجب بل ضرورة تدبيرية أيضاً لنموذج تنموي مُلهم يُشعره أنه يمتلك خياراً سياسياً وفي يده مقاليد السلطة التي تمكنّه من اختيار نائب في البرلمان قادر على تحديد سعر مادة التبغ في الأسواق.

ابتهج المواطن المغربي عثمان عندما قرأ في موقع الأخبار أنّ الانتخابات هي أداة لضمان أمن المغرب وبناء دولة مؤسسات وليست غاية بحد ذاتها، قبل أن ينغّص عليه ذات الموقع عيشته بالإقرار بأنّ ذلك جاء بتوجيهات ملكية وخطابات ملكية وقرارات ملكية ليُدرك أنّ دولة المؤسسات لن تُقام إلّا بقيادة الملك الثائر.

لم يُضف عنوان خبر هسبريس أي معلومة جديدة للمواطن المغربي؛ فهو يعلم بأنّ المؤسسة الملكية حصّنت الديمقراطية المغربية على الدوام لإيمانها بتفردها بين الديمقراطيات؛ نظراً لاستنادها على خطاب راسخ وأصيل للمؤسسة الملكية غير المنتخبة.

نُقسم بشرفنا في الحدود أنّنا لم نكتب هذا العنوان. هذا ما كتبه موقع الأخبار المغربي بالحرف قبل شهرين من انتخابات سبتمبر، ليُحدث ثورة في عالم البروباغندا من خلال لفظ أساليب الصحف التقليدية التي تنفي تجسّس الدولة على هواتف المواطنين، وابتكار بروباغندا واعدة تُروّج للتجسّس بوصفه وسيلة ممتازة للكشف عن المال السياسي الأسود وضمان نزاهة الانتخابات بضمان عدم ترشّح أي شخص يعارض آراء الملك سراً.