انتصارات الصحف الإماراتية لـ"إكسبو ٢٠٢٠"

يتمنى المعتقل السياسي في سجون الإمارات، أحمد منصور، لو أنّ إكسبو ٢٠٢٠ أُقيم قبل الحكم عليه بالسجن لمدة ١٠ أعوام، لكان علِم مُبكراً أنّ الإمارات منارة لـ "حوار الحضارات والإنسانية" تنتصر للحياة، وامتنع عن نشر أخبار كاذبة حول القمع في الدولة ليُحرم من الاستمتاع في الحياة، بمتابعة فعاليات معرض إكسبو.

أخذت حور استراحة من كونها امرأة إماراتية، لا تستطيع منح أولادها الجنسية وتُفرض عليها طاعة الزوج قانونياً، لتتأمل خبر صحيفة البيان عن كون الإكسبو ٢٠٢٠ انتصاراً لها.

تتمنى كاتلين ماكنمارا، منظمة "هاي فيستيفال" ٢٠١٩، أنّ تصريحات وانخراط وزير التسامح في إكسبو ٢٠٢٠ واستضافته شخصيات مشاركة في قصره لن تفضي باغتصابه إحدى منظمات الحفل كما حصل معها.

يربط العالم الأحزمة ويحبس أنفاسه استعداداً للانبهار بإكبسو ٢٠٢٠، الذي يرتكز على الاستدامة في اضطهاد عمال بناء المشروع، متسائلاً عمّا إذا كانت الإمارات ستتفوق على نفسها وتُبهر العالم أكثر ممّا أبهرته في اضطهاد عمّال بناء مشروع برج خليفة، وقد بدأت المراهنات بالفعل على عدد العُمّال الذين سينتحرون هذه المرة.

يتساءل فادي الفلسطيني، المقيم في بيت لحم (إلى جانب جدار الفصل العنصري وعلى مقربة من حاجز بيت لحم-القدس) عن كيفية تمثيل جناح إسرائيل الخالي من الجدران لروح إسرائيل المسالمة.

لا يعي خلفان الدوافع التي قررت كاتبة صحيفة الرؤية الإماراتية على خلفيتها نعت المعرض بـ "المارد"، عدا حجمه الفيزيائي الكبير الذي يتحدى بالفعل "الظروف والطبيعة"، نعم، أصبح يعي الآن، وصف دقيق حقاً.

اصطهج الناشط البيئي يوسف بعد قراءته في صحيفة العين أنّ ثمة معرضاً يُعزّز جهود الحفاظ على البيئة، قبل اكتشافه أنّ البيئة التي يتحدّث عنها المقال هي البيئة الرأسمالية، التي تستهلك ملايين الكيلووات من الطاقة وألتار المياه المكعبة والموارد والباطون وتزيد حركة الطيران الملوث للبيئة التي يعرفها.

هللت حور عندما قرأت في دبي بوست أنّ إكسبو ٢٠٢٠ - المعرض الذي مثّل تاريخياً عرضاً لغنائم الدول الاستعمارية من منتجات وموارد منهوبة وبشر مستعبدين بأقفاص واجتماع لأكره ما أنتجته الإمبراطوريات الإمبريالية - سيقام في دبي أخيراً؛ ترسيخاً لإرثها في التنكيل والبلطجة والاضطهاد، متناغماً مع الإرث التي تطمح إليه دبي، ومستداماً لعقود أطول من مدة تأسيسها.

لن يعرف الناشط أحمد منصور القابع في زنزانة انفرادية في سجون الإمارات أنّ الدولة تسامحت مع كل البشر وبدأت بنشر روح التسامح إلى مملكة النبات وشجر الغاف. لن يعرف ذلك قبل أن تتسامح مع معتقليها وتتركهم يقرؤون صحفها اليومية.

يرى المواطن الكيني جوزيف والمواطن العراقي زين والمواطن اللبناني غسّان والمواطن التونسي محمد و٩ آخرين أنّ ادعاء كاتبة صحيفة البيان بأنّ إكسبو حدث شمولي والإمارات شمولية دقيق وصحيح آملين أنّ تسمح لحاملي جوازات سفر بلدانهم بالسفر إليها بعد حظر ١٣ دولة مسلمة من الدخول لها عام ٢٠١٧ للمزايدة على فاشية ترامب.

أكبرت "القارة السمراء" لفتة الإمارات بالانتصار لها في إكسبو، خاصة وأنّها تحتاج اليوم لمن يهب لنجدتها بعدما أضعفتها سياسات الإمارات الاستخراجية ودعمها للنزاعات المسلحة وسلبها لمواردها.

بالفعل، تحول مجمّع إكسبو بشكل خاص ودبي بشكل عام إلى مدينة فاضلة كما تخيلها أفلاطون؛ حيث يُقسّم المجتمع إلى طبقات ينعم فيها سادة القوم بالرفاه، مع تغيير طفيف برؤية الفيلسوف اليوناني، من خلال تعريف سيد القوم بوصفه الغني والرجل الأبيض والإسرائيلي وزجّ الفلاسفة والمفكرين في المعتقلات، إلى جانب العُمال الضعفاء والشيعة والمعارضين.

شعر العامل الباكستاني أحمد بالنشوة لدى رؤية اسمه واسم ثلاثة من رفاقه الذين لقوا حتفهم أثناء العمل في مقرات إكسبو، مزخرفين بخط ٣ على نصب تذكاري للعمّال، وأدرك أنّ جلوسه في قلب الإمارات النابض باللفتات الإنسانية الاستثنائية يُغنيه عن تحصيل راتب يتناسب مع قيمة إنتاجه في بيئة عمل آمنة، وتمنّى لو أنّه يستطيع رد الجميل للإمارات والعمل لوقت أطول لرفعة اسمها، لكنّ ساعات عمله ليست قابلة للزيادة أكثر ممّا هي عليه، ما جعله يكتفي بالالتزام بعمله وتنظيف النصب.

لا خلاف هنا على أنّ إكسبو يُعدّ "محطة فارقة" للشركات العالمية ومُلاك خطوط التجارة والوزراء وحُكام الدول صديقة الإمارات؛ فهي تُساهم في التأكيد على منزلتهم الرفيعة بفصلهم أكثر عن نصف سكان العالم الدونيين العاجزين عن شراء تذكرة سفر ودخول دُبي نظراً للسياسات التي تنتهجها الجهات المذكورة.

ما زال مُستقبل الكوكب يواجه عقبات كثيرة كي ينطلق، نظراً لفشل شعب الله المختار حتى الآن في تنظيف محطة انطلاقه من الفلسطينيين الجاثمين على صدر الخيال الإسرائيلي الحالم بمستقبل أفضل، وذلك رغم الجهود الحثيثة التي بذلتها إسرائيل بالتعاون مع شقيقتها الإمارات بإرساء عملية السلام لتوسعة خطة الضم الإسرائيلية لتصبح خطة الضم والقُبل.