السرّاج وحفتر يتوصلان لاتفاق لم يُفصحا عنه للشعب الليبي لكونه شأناً داخلياً لا يخصه
١١ أكتوبر، ٢٠٢٠

توصَّل رأسا البلاء في ليبيا المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة “الوفاق الوطني” فايز السراج لتفاهمات شاملة واتفاق لحل نزاعهما، ولم يتبق أمامهما سوى بضعة تفاصيل بسيطة قبل أن يتوجها لمصلحة التسجيل العقاري وتسجيل مؤسسات الدولة السيادية باسميهما واستلام صكوك الملكية، كل حسب حصته.
ولم يفصح خليفة أو فايز عن طبيعة هذه التفاهمات – تماماً كما لم يُفصحا عن الدوافع الحقيقية لحربِهما – لأن الحديث في شؤون البلاد شأن داخلي يخصُّهما، وليس لليبي الاطلاع عليه أو المطالبة بإيضاحات، تماماً كما لم يكن لديه الحق بمعرفة سبب رمي السلاح في يده ودفعه للقتال إلى جانب مرتزقة ضد ابن بلده الذي رُمي السلاح في يده ودفع للقتال إلى جانب مرتزقة آخرين، وتماماً كما لن يكون له حق إن ألغيت كل الاتفاقات وتقررت العودة للقتال. للشعب حق واضح، أن يُحكَم، ويشكر قياداته لبقائه على قيد الحياة ويَخدُمها، ويحرك عجلة اقتصادها، ويقاتل ويموت لأجلها حين تستدعي الحاجة.
أما من يخصه الأمر، فهم أحباب القلب، إردوغان وابن زايد وبوتين وماكرون والسيسي. هؤلاء على الرأس والعين، أهم من شعب يحكمه خليفة أو فايز؛ لأنهم علّة وجودهما؛ لأنهم المسؤولون عن نفط ليبيا وثرواتها ووحدة أراضيها أو تفتتها؛ ولأن لا حاجة لهم ببيانٍ يوضح بنود الاتفاقية،، لأنهم المسؤولون عن إقرارها قبل الاتفاق عليها.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.