السراج يفوّض تركيا وحفتر يفوّض مصر والليبيون يفوّضون أمرهم لله
١٤ يوليو، ٢٠٢٠
بين قرار برلمان حفتر تفويض القوات المصرية بالتدخل في ليبيا، ورفض القوات التركية وقف إطلاق النار بتفويض من السراج، وجد المواطنون الليبيون أنَّ الخيار الوحيد المطروح أمامهم هو التحلي بالصبر وتحرّي الجوانب المشرقة من تدخل القوى الإقليمية والعالمية في بلادهم مثل التنوع الثقافي والسياحة الحربية.
وكان مراسل الحدود في ليبيا قد بحث مطولاً عن مواطنٍ ليبي في محاولةٍ لتقصي رأيه بين جموع المصريين والأتراك والروس والسوريين، حتى عثر على واحدٍ أكَّد أن التفويض من عدمه لن يثني أحداً عن التدخل في وكالة بعدة بوابين؛ لذا، فوَّض الليبيون أمرهم لله عسى أن يتدخل ويحل الأزمة.
وقال خليفة إن الغطاء القانوني لتواجد قوى أجنبية سيسهم، إلى جانب إثبات سلطته وسيادته وقدرته على إصدار القوانين، سيسهم في نهوض البلاد اقتصادياً “ليبيا بلد تملك آثاراً تاريخية وبترولاً ومساحات شاسعة من الأراضي غير المستغلة يمكن تأجيرها لأي ميلشيا أو دولة أجنبية، ومع ذلك لم نستفد منها لعقود بسبب القذافي وسياساته المختلة، لكننا وجدنا حلاً مبتكراً لهذه الأزمة باستغلال ثرواتنا الداخلية لجذب عشاق المغامرات العنيفة والصيد، والآن أصبحنا بلداً مشرعاً تحج إليه القوى العالمية بجيوشها وعتادها، محمَّلين بأموالهم لينفقوها عندنا تنفيذاً لمخططات استراتيجية طويلة الأمد”.
من جانبه، أشار رئيس الحكومة الليبية الأخرى فايز السرّاج إلى أهمية التنوّع في أشكال التدخل الأجنبي وتطاحن الجيوش من شتى الجنسيات على الأراضي الليبية، لأنها ستؤدي دون شك إلى الازدهار الثقافي وتطوير النسيج المجتمعي الليبي، داعياً للسير على خُطى التجربة السورية التي جعلت من البلاد مضرب مثل على ساحات القتال الأكثر تنوّعاً في العالم بسبب تواجد أكثر من ١٨٠ جنسية فيها، دون تفشي العنصرية والتمييز والاحتقان المبني على جواز سفر.
وأضاف “أرض الضيق تسع ألف صديق، فما بالك بليبيا البلد الواسع المضياف، يجب أن تهلّ الاحتلالات عليها من كل حدب وصوب. كل المحتلين في المنطقة طوَّروا مجتمعاتنا والنهضة بها، مثل الإنجليز في مصر الذين ساهموا في إدخال ثقافة ارتداء البالغين من الرجال للشورت في فصل الصيف، أو الفرنسيين الذين علموا السوريين اللغة الفرنسية والطائفية. حتى نحن جاءتنا فرصة الاستعمار من الطليان الذين حملوا لواء النهضة والتنوير في أوروبا، لكن الشيخ عمر المختار سامحه الله طردهم دون التفكير في العواقب طويلة المدى، والآن، تعود الفرصة للاستفادة من الحضارة العثمانية والفرعونية والإماراتية والإمبريالية الروسية، فهنيئاً لنا”.