فيروس ميكروسكوبي يثبت أنه أذكى من رافض للقاح لديه ٨٦ مليار عصبون
سامر السختوري - خبير الحدود في شؤون الذكاء المجهري
٢٩ نوفمبر، ٢٠٢١

أثبت المتحوّر الجديد لفيروس كورونا "أوميكرون" بكل جدارة أنّه - وعلى الرغم من كونه كائناً شبه حي مكوّن من غشاء هزيل يحتوي على أجزاء من جزء من مادة نووية لا تُرى بالعين المجردة ولا حتى بالمجاهر - أثبتَ أنّه أكثر تطوراً وذكاءً من رافض اللقاح الذي تشير الدراسات لاحتمالية امتلاكه عقلاً ودماغاً، إضافةً إلى ٨٦ مليار عصبون يفترض أن يساعدوه في عملية التفكير والتحليل.
يبحث فيروس كورونا عن استمرارية سلالته وعن كل ما يصب في مصلحة بقائها وتطورها وعيشها حياة كريمة في الأجساد البشرية الواسعة، ما يدفعه لتطوير ميكانيزمات دفاعية معقدة تقيه من اللقاحات والمنظفات وكلّ ما يستطيع الإجهاز عليه، ولو كانت هناك كمامة على مقاس الفيروس لابتاعها وارتداها وغطّى بها أنفه وفمه وليس ذقنه فقط.
وأسهم حجم الفيروس الصغير المنمنم في تطوير آليات نجاته، من خلال اللعب على عواطف البشر البالغين الكبار الأقوياء وإقناعهم بإرخاء دفاعاتهم والامتناع عن تلقي اللقاح لتوفير بيئة آمنة ومنزل دافئ للفيروسات الفتيّة وتأسيس مصنع لإنتاج المزيد من الفيروسات والمتحوّرات الشرسة، التي تنتشر في جسم رافض اللقاح وفي بصاقه ومخاطه كالنار في الهشيم، ليذهب ويبصق في الأجواء ويساعد أصدقاءه الفيروسات المتحورة على الانتقال إلى جسم كائن من فصيلته، حيث تُكوّن هناك أُسرة فيروسات جديدة تتمدد وتتوسع وتتغير بحسب المتغيرات العلمية والطبيعية المحيطة، وليس وفق مشاعرها ومزاجها اليوم وما قرأت على مجموعة الواتس آب خاصتها "طلـــــــعة أحــــــلى صبايـــــا وشبــــــــاب الفيروســـــــات".
وأكدّ الفيروس هذا على ذكائه من خلال قدرته على التعلّم من أخطاء الفيروسات الأُخرى؛ فعندما يرى أترابه من الفيروسات يموتون وينقرضون، يشغل وقته جاهداً في البحث عن حلول تسعفه وتجعله محصّناً، بدلاً من كتابة منشور عبر الفيسبوك عن المؤامرة البشرية التي تُحاك ضد رفاقه الفيروسات.
وعلى الصعيد العالمي، نجح الفيروس بوضع ذكاء القادة الغربيين كافة في جيبه الصغيرة، خصوصاً عندما قرروا التحاذق وشراء كل اللقاحات المتوفرة في السوق والاستئثار بها لهم وحدهم، يمتلكون خزائنها وينزلونها بقدر معلوم غير آبهين بالبشر خلف البحر، حتى جلس الفيروس في أجساد الأفارقة والهنود وتحوّر على مهله لينفجر في وجه العرق الأبيض ويحطم زجاجات لقاحاتهم وبحوثهم ودراساتهم الذكية.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.