أوروبا تؤكد أن سوريا آمنة للاجئين بدليل عودة رفعت الأسد إلى حضن الوطن
ابتسام مشمّع - مراسلة الحدود لشؤون نوع الدم السوري الذي لا يصير ماءً
١٢ أكتوبر، ٢٠٢١
أكدت دول الاتحاد الأوروبي أنّ سوريا باتت على ما يرام لا تشكو من شيء أبداً وآمنة لعودة اللاجئين إليها في أسرع وقت ممكن، والبرهان على ذلك عودة العم القائد الفارس رفعت الأسد إلى حضن ابن أخيه بشار حافظ الأسد أبو حافظ في لفتة تعكس مدى التسامح الذي يتحلى به النظام السوري.
وقال النظام الفرنسي إنّ النظام السوري أبدى تعاوناً كبيراً وتعهد بتوبيخ عمه وتطبيق قرار المحكمة الفرنسية عليه بالسجن لخمس سنوات، على أن يكون ذلك وفق الأصول وحقوق الإنسان التي تضمن حقّه كفرد من آل الأسد بالسجن في قصره ومدينته ومحافظته والمحافظات المجاورة، ليجلس ويتمدد ويضطجع مطولاً وهو يتفكر في أخطائه، معزولاً مع أحفاده وأبنائه بعدما تسنى له أخيراً التئام شمله معهم.
وصرّح رفعت بأنّ العودة أسعدته بعد سنوات طويلة قضاها في المنافي بين شاليهات ماربيّا وباريس يكدح ويشقى لكسب لقمة عيشه بغسيل الأموال "تعرضت لأبشع أنواع التمييز بسبب ممارساتي المالية، صادروا عقاراتي ولاحقوني في إسبانيا وفي باريس، ولم يكفّوا شرّهم عني حتى حين شرحت للسلطات أنّ مالي حلال جاء من أموال السوريين، وأنني لم ولن أختلس فرنكاً واحد من الفرنسيين والإسبان".
وأضاف "أشعر الآن بالراحة في دولتي التي تعتبرني مواطناً من الدرجة الأولى العليا ++، والتي أستطيع فيها أنّ أسعى وأتطور وأبني نفسي بكل طمأنينة وأمان بعيداً عن البهدلة والجرجرة التي لقيتها كسوري في محاكم أوروبا".
وعبّر رفعت عن فخره بابن أخيه رغم الخلافات التي شابت علاقتهما منذ استلام بشار السلطة "ظننته طبيباً هزيلاً لا يفقه في العسكرية شيئاً، وعارضته بشدّة بداية عهده عندما راح يتنطط ما بين الإصلاحات والدساتير والمواثيق الوطنية، ولكنّه أدهشني بقبضته الحديدية واستخدامه مواد كيماوية وغازات سامة وامتهانه صناعة الأمان وإشعاري بالطمأنينة التي افتقدتها في الخارج، لدرجة دفعتني للتصويت له في انتخابات ٢٠٢١".
من جهته، شدد بشار على أنّ عمّه لن يلعب حالياً أي دور سياسي أو اجتماعي، لأنه نجح كوريث لأبيه بملأ الفراغ الذي تركه رفعت منذ فراره عام ١٩٨٤ "لم أحدد قدراتي بقيادة فرقة وبضع سرايا للسيطرة على حماة وسجن تدمر وقتل عشرات الآلاف من المواطنين، بل نفذت عمليات نوعية موسعة شملت محافظات البلاد كافة، استخدمت فيها الجيش السوري بكامله وقتلت أضعاف ما قتل، ولكنني أفكر بتسليمه ملف إدلب أو درعا ليسلي أوقاته بشيء يحبه بدل حياة التقاعد المللة".