في عام ١٩٧١ تأسست الجمهورية الأسديّة من عمق انتصارات الانقلابات العسكرية التي اجتاحت الحياة السياسية السورية الحديثة منذ عام ١٩٤٩ لتُمثّل الانقلاب العسكري الناجح والأخير. تولى دفة الحكم القائد الخالد والأبدي للدولة حضرة الطيف الحاضر في كل الأزمنة والأمكنة حافظ أبو باسل الأسد، الذي باشر حملة تنصيبه بمجزرة تل الزعتر (١٩٧٣) وعندها اكتشف مواهبه في قتل المدنيين وأخذت يداه على الموضوع انتقل إلى ثلاثية جسر الشغور وسجن تدمر مجزرة حلب (١٩٨٠) وختاماً مجزرة حماة (١٩٨٢) برعاية أخ النظام ونجم الشباك الأول الذئب الشغوف رفعت الأسد - الذي عزله على خلفية محاولة انقلاب فاشلة بعد عام. حافظ الأسد روِّضَ ابنه البكر الفرس الجامح باسل الأسد، ليقود البلاد تباعاً، لكنّه توفي في حادث سير عام ١٩٩٤، مفسحاً المجال أمام الابن الآخر المحبوب أقل بقليل من باسل طبيب العيون فريق أوَّل ركن الأمين العام لحزب البعث الرفيق الطليعي بشار الأسد أبو حافظ ليخلف والده في قيادة الدولة. استلم بشار مقاليد الحكم عام ٢٠٠٠ بعد وفاة الوالد بوصفه الوريث الشرعي والمُنتخب (بنسبة ٩٩,٧٪) وبدأ حملته الإصلاحية في إغلاق السجون (ربيع دمشق) ليفسح المجال أمام سجون أكبر في العام الذي يليه، وذلك بعد إصلاحات دستورية تمثّلت بخفض السن القانوني للرئاسة من ٤٠ عاماً إلى عُمُره آنذاك - ٣٤ عاماً -. أكدّ بشار على شرعيته مجدداً في استفتاء عام ٢٠٠٧ (نسبة ٩٧,٦٪) وباشر طقوس المذابح الذي أخذها عن والده بمذبحة سجن صيدنايا (٢٠٠٨) واستكملها في سلسلة مذابح الثورة السورية (٢٠١١) في حلب والحولة وحماة ودرعا وإدلب والقامشلي، مُحدثاً نهضة علمية باستخدامه تكنولوجيا البراميل المتفجرة وغاز الأعصاب القاتل، كنقلة نوعية من مجازر الوالد أبو باسل البدائية بالرصاص الحي.

تتشكّل مواقف الدولة السورية وخططها السياسية والاقتصادية بناءً على رغبة الحليف الروسي الأوعى والأكبر سنّاً والذي يعرف مصالحها وموانئها جيداً. اشتراكية الهوية، رأسمالية الهوى.

يعمل مجلس الشعب السوري بشكل دؤوب ومستمر على تحجيم نفسه وعدم التدخل في الشؤون السيادية المحفوظة بعيداً عنه، ويمارس هوايته المفضلة بإرسال الرسائل الخطية للمرشحين الرئاسيين والدول الصديقة. يعتبر مبنى المجلس منصة خطابات واسعة لسيادة الرئيس.

علاقات متينة ووثيقة مع إيران وحزب الله والصين والإمارات حديثاً سياسة عدم المساس بالدول التي تحتل أراضي سورية مع الحفاظ على حق الردّ الذي لا يُفنى ولا يستحدث من العدم. ممانعة ببوصلة فلسطينية رغم محاولة السلام مع العدو الصهيوني في مدريد ١٩٩١.

يرمز لهُ بالبسطار. أخلاقي. واع. متماسك. وطني. متشبّع بروح المغامرة والتجربة بأسلحة ممنوعة دولية، يعرف تراثياً بسؤال "مين ربّك؟"

تضمن الدولة السورية حقوق وحرية المواطن في التعبير عن حبّه لنظام الحكم جهراً وسراً، وتضمنُ حق اللاجئين بالعودة إلى منازلهم شريطة أن تكون لا تزال موجودة ولم يتملّكها الجيش بعد، أو العودة للمعتقلات الحديثة المهيئة لاستقبالهم بالطبول على ظهورهم.