بانوراما الحدود: ذكرى نفي السعودية أن يكون خاشقجي قد دخل قنصيَّلتها
٠٢ أكتوبر، ٢٠١٩
في الذكرى السنوية الأولى لنفي السعودية أن يكون الصحفي جمال خاشقجي قد دخل قنصليتها في اسطنبول، نستعرض لكم كيف غطّت شبكة مراسلي الحدود الحدث، من لحظة البحث عنه في أدراج مكتب القنصل، ولغاية تعهُّد محمد بن سلمان بالتحقيق شخصياً في دوافعه الكامنة وراء اغتيال خاشقجي.
السعوديّة تؤكد أن قنصليتها في اسطنبول لم تكن موجودة لحظة اختفاء خاشقجي
“لم يظهر لها وجود في الكاميرات، ولم يرَها أي من موظفيها، حتى أن هناك خمسة عشر مواطناً قدِموا لزيارة القنصلية في ذات اليوم ولم يجدوها، فعادوا من حيث أتوا”
-الناطق باسم السعودية في تركيا، وضاح الفناخري متحدثاً للحدود.
القنصلية السعودية تستنكر لعب خاشقجي الغميضة بداخلها
بعدما اكتشفت السلطات السعودية أنّ كاميرات المراقبة كانت معطّلة بالصدفة، وأنّ اختفاء القنصلية ما كان إلا مجرّد خلل تقني، سارعت بكل شفافية للتأكد فيما إذا كان اختفاء جمال متعلّقاً بممارسة لعبة الغميضة داخلها “صحنا باسمه كي يخرج، وأخبرناه أننا استسلمنا وأنه فاز باللعبة، وهددناه بأننا سنخرج ونُقفل القُنصليّة خلفنا ونعود إلى بيوتنا ونتركه وحيداً، إلا أنه أبى التوقف عن اللعب وما زال مختبئاً حتى اللحظة”
مفتي السعودية يُباشر تحضير الفتوى التي تحلّل قتل النفس التي حرّم الله
لأنّ الاحتياط واجب، وطاعة ولي الأمر فرض عين على كل مفتي، سارع مفتي السعودية عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بتحضير فتوى تجيز قتل النفس التي حرّم الله، انفردت الحدود بالحصول على نسخة منها في لقاء مع سماحة المفتي “إصلاحات وتحديثات ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه أدخلت السعوديّة عصر السُرعة، وهو ما أوجب علينا تغيير الطريقة البيروقراطيّة القديمة بإصدار الفتاوى بناءً على الأوامر التي تصلنا بعد وقوع الأحداث”
السعودية تطالب المحققين بالصبر ريثما يجف اللاصق الذي استخدموه لتجميع خاشقجي
بعد نحو أسبوعين من اختفائه، لم يعد من مجال للشك بأنّ خاشقجي اختفى، وشعرت السلطات السعودية حينها بواجب أخلاقي يرتب عليها مسؤولية إظهاره مجدداً، ولكنّها كانت تطالب بمزيد من الوقت، لأنّ الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه “سلّطنا عليه كُل ما لدينا من مراوح ومجفِّفات شعر، حتى أن فريق القنصليّة تعاون بالنفخ على جُثته ليجف اللاصق بأسرع وقت ممكن، ويعود خاشقجي متماسكاً أكثر مما كان عليه عندما كان حياً” – المسؤول عن تجميع جثة خاشقجي الدكتور عرفان بن شرفان
محمد بن سلمان يتولى شخصياً التحقيقات في مقتل خاشقجي للوقوف على دوافعه لاغتياله
مع دخول القضية أسبوعها الثالث، قرَّر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تولّي التحقيقات الجارية في مقتل الصحفي جمال خاشقجي بنفسه، لكشف مُلابسات القضيّة والأسباب والدوافع التي وقفت وراءه عندما أمر بالتخلص منه “سأستجوب نفسي مُطوّلاً لأعرف الأسباب التي دفعتني لاتخاذ قرار اغتيال خاشقجي داخل القُنصليّة التُركيّة في وضح النهار” – MBS في جلسة وناسة مع مراسل الحدود
السعوديّة: كل الأدلّة التي تثبت بوضوح ضلوع بن سلمان باغتيال خاشقجي لا تعني أنه متورِّط بمقتله
وكيل النيابة السعودي لم يعترض على أوامر ولي العهد، مع أنها أزعجته سراً، فقد كان على بيِّنة من براءة بن سلمان من دم خاشقجي ورأى أنّ الأدلة على ذلك دامغة لا يمكن دحضها، وأنّ ما تراه العين بوضوح شديد ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً “فهي ترى لون البحر أزرق، مع أنه بلا لون، وإنما يعكس ماؤه لون السماء، وكذلك اغتيال خاشقجي، يظهر وكأن جلالة ولي العهد قد تسبَّب به، لكنه في حقيقة الأمر انعكاس لقتلة آخرين حاكمناهم وسنعدمهم خلال يوم أو يومين ونغلق هذه القضية للأبد”