دراسة تؤكد أن غباءك و تنبلتك وفوضويتك ونكدك وفشلك مؤشر على عبقريتك
مدحت الشندويلي - مراسل الحدود لشؤون الدراسات التي ترفع المعنويات
٢١ ديسمبر، ٢٠١٧

أظهرت دراسة حديثة أجراها مركز الحدود للدراسات التي يمكنك استعمالها لتثبت لأصدقائك أنَّك لست غبياً كما يبدو عليك في الحقيقة، أنَّ ارتماءك أمام التلفاز وعبثك بالهاتف طوال اليوم وفضويتك وغباءك وكسلك ونكدك وفشلك بشكل عام، جميعها دلائل دامغة على مدى نبوغك وعبقريّتك.
ووفقاً للدِّراسة، بات بامكانك اعتبار كسلك إدراكاً فطريَّاً لمشاكل البشرية. إذ يندر استحمامك حفاظاً على المياه، ولا تغادر أريكتك تفادياً لإنهاك عضلاتك وتقصير عمرها، كما أنَّك أصلاً أصلاً ذكيٌّ جداً، لكنَّك تفضل، في لاوعيك الفذّ، الاحتفاظ بقدراتك العقلية الاستثنائيَّة لنفسك لكي لا تشعر الآخرين بالنقص، أو تثير غيرتهم فيسعون لإيذائك.
كما أثبتت الدراسة أنَّك لست تنبلاً في الأساس، ولكنَّ قوَّة عقلك تتيح لك فرصة إمتاع نفسك دون الحاجة لفعل شيء. لذا، لا تُشعر بالحرج إن رآك أحدهم محدقاً في السقف وريالتك تسيل من فمك، أنت في الواقع سارحٌ في بحر خيالك الواسع تفكِّر في عوالم جديدة لأيَّامٍ متواصلة خارج العالم الفيزيائي العادي الذي نعيش فيه.
وأمّا عن المرّة التي قررت فيها الامساك بجمرة والضغط عليها لخمس ثوانٍ متواصلة لترى ما الذي سيحصل، فاا، في الواقع، همممم، إنَّ ذلك يُبرز حس الفضول لديك وحبّك للعلم والمعرفة، أجل. لا بد أن يكون الأمر كذلك، وتذكّر أن نيوتن لم يكن ليصيغ نظريته حول الجاذبية لو لم ينم أسفل شجرة ويسأل نفسه عن سبب وقوع التفاحة.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.