تغطية إخبارية، تقرير

قصة نجاح: فلاح سوري يتغلب على الجفاف في البلاد بعد اتجاهه إلى زراعة البوتّات

رشدي عبير المرج - منفي في صمت الحقول

Loading...
صورة قصة نجاح: فلاح سوري يتغلب على الجفاف في البلاد بعد اتجاهه إلى زراعة البوتّات

في استعراضٍ آخر للروح الريادية التي جعلت المستحيل ليس سوريَّاً وأحيت الأرض وأنبتت الشجر الذي يصبح خشباً تَدقُّ عليه الأيادي إبعاداً للعين والحسد، خط أخونا المزارع مزهر أبو فطيرة قصة نجاحٍ مميزة، بعد انتقاله من زراعة المحاصيل إلى زراعة البوتّات، مجابهاً التحديات المختلفة التي تهدد أمن سوريا المائي والزراعي، مثل مزاج الكوكب الحرائقي أو أساليب الحوكمة الرشيدة لدى أبو خالد بنى تحتية وأبو أحمد موارد، وحالة الكتام السياسي، وسوفينيرات الأسد المتمثّلة بالألغام، فضلاً عن الجارين التركي والإسرائيلي.

أبو فطيرة، الذي لاحظ استحالة الاستمرار في زراعة القمح والقطن الذي تُصنَع منه أفضل البوكسرات، لجأ إلى محاصيل بديلة، لم تلبث هي الأخرى أن تحوّلت إلى خوازيق في الأرض، وهو ما جعل فكرة مزارع البوتّات تبرعم في وعيه، لأنها لا تعاني من تقلّب السوق، ولا تواجه مشاكل النقل والتخزين، ولا يمكن أن تراكم فواتيرَ تدفع بصاحبها إلى الهروب منها إلى الآخرة "لماذا أنتظر خطط الدعم الحكومي بينما يمكنني جعل الحكومة إحدى زبائني؟" قال الريادي الناشئ الساعي إلى تسطير اسمه في قوائم "هارفرد بزنس ريفيو بالعربية" خلال السنوات الخمس القادمة. 

وخلال جولتها معه، اطّلعت "الحدود" على الغرفة التي تعمل منها مزرعة البوتّات على أنقاض المزرعة القديمة "هنا كان هؤلاء البؤساء يحترقون تحت لهيب الشمس وينبطحون لتفادي رصاص الحواجز الطائش" أخبرنا أبو فطيرة وهو يشير إلى العاملين السابقين في الأرض، قبل أن يستطرد "اليوم، يستطيعون من هذه الأمتار المربّعة القليلة أن يدفعوا أيّ معنيٍّ بالشأن العام مهما علا شأنه إلى التفكير بالانتحار بسهولة، ويضعوا بصمتهم على سوريا والمهجر".

ورغم الطابع شديد الوطنية لعمله، يوضّح أبو فطيرة أن اعتباره مُطّبلاً فيه كثيرٌ من التجنّي، لأنه لا يخشى توجيه الانتقادات حين تستلزم الضرورة "قلتها سابقاً وأكررها، لسنا بحاجة الدعم الحكومي، لكننا في الوقت ذاته نرفض إغراق السوق بالبوتّات الآسيوية. قد تكون تكاليفها أخفض، إلا أنّ جودتها واطية وبلاستيكية. لا تستطيع أن تطال والدتك ولو بتعليقٍ صغير ولا تحوم حول طائفتك أو إثنيتك أو رموزك القابلة للإهانة. ولن أخشى قول كل هذا للأستاذ أحمد*".

*ملاحظة المحرّر: يقصد معالي وزير الزراعة السوري السيّد أمجد بدر، الذي لم تستطع "الحدود" تحديد مكانه أو حالته أو التواصل معه.



شعورك تجاه المقال؟