تغطية إخبارية، تقرير

لماذا لا يشعر المتشدّد بأنه فظّ غليظ القلب ملعون أبو ثقل دمه؟

مايكل أبو العاص - خبير الحدود لعنة الله عليه

Loading...
صورة لماذا لا يشعر المتشدّد بأنه فظّ غليظ القلب ملعون أبو ثقل دمه؟

عزيزتي القارئة، هل لديكِ خالٌ متشددٌ تتحاشين السلام عليه كي لا يرى مناكير الفجور تلطّخ سمعة أناملك فتلحق به يوم القيامة تشكوه لأنه لم يقتلك؟ أخي القارئ، هل أنت من الأقليّات لا سمحَ الله وترعبك فكرة اكتشاف أمرك؟ أم هل أنت هو المتشدد الذي يتلصّص ليعرف إن كانت العزيزة القارئة ابنة شقيقتك المصونة وضعت لايكاً على هذا الهُراء؟ 

إذا كنت أحد هؤلاء، أو دفعك الفضول فقط، أو كنت تريد فتح موقع روسيا اليوم فدخلت على الحدود بالخطأ، فهذا المقال يحاول إجابتك –ما لم تكن المتشدد نفسه– عن سؤال إذا كان المتشدد يدرك أنه ثقيل دم وفظّ السلوك وغليظ القلب وماذا فعلنا كي نعاقب بوجوده بيننا ليعكّر ما تبقّى من صفو تعاريص حياتنا الخرا؟

يعمل التشدد كإطار نظري مغلق تغيب عنه إمكانية التفنيد أو المراجعة، وتحل مكانها الهُص والإخرس وعوّي ولاك وإلا اقتلعت لسانك وصلبتك وقطعتك، حيث تُفسَّر محاولة النقد، أو أي محاولة بشكل عام، على أنها مؤامرة على الدين الحنيف والقيم والأخلاق يا ابن الزنديقة. ومردّ هذا السلوك، كي لا نقول فكر لأنه عيب، يعود لأحد الأسباب التالية:

لأنه معجون بالغلاظة:

يرى البعض أن الإنسان خُلقَ من طين، ويرى آخرون أنه تطوّر عن قرد، ويذهب البعض إلى أن الإنسان حذاء أصلاً، لكنّ المتشدد لا يخضع لهذه التصنيفات بالضرورة، فمهما كان أصله فهو في النهاية سلكَ مساراً مستقلاً، وعجنَ نفسه في الغلاظة وشواها في الفرن للتصلّب، فصار مطرقة تدقّ على رؤوس الناس بلا توقف. 

لأنه شمعة تحترق لأجلك:

إنه الصوت الوحيد للعقل في عالم يعج بالخنازير الغافلة. فهو لا يجرح الناس، بل يحترق داخلياً وهو يحاول تمالك نفسه عن أكلهم، والاستعاضة عن ذلك بإنارة دروبهم بسياط كلماته وغنّة أحرفه وإدغامها؛ وعلى استعداد لإنارة الحي بأكمله بحزام ناسف إذا تطلّب إقناع أحد أفراد الأقليات بالحقيقة منه ذلك.

لأنه هكذا:

درّب المتشدد نفسه على أن يكون هكذا، حرّ هو، لديه الحق الإلهي بتحويل أي ملاحظة إلى دليل على أنه على حق. وإذا صارحته بأنه مزعج، سيعتبرك شخصاً ضعيفاً لا يحتمل الحقيقة. وإذا تجاهلته، سيرى في ذلك خوفك من مواجهته؛ تهرب منه إلى أين؟ لا أعرف، ولا أحد يعرف، ولا تتعب نفسك في البحث طالما أنك تعيش بيننا هنا. 

هل يمكن أن يستحي من نفسه؟

بل يمكن إنهاء تجربة اختبار البشر بعد خروجها عن السيطرة بسببه، قبل أن يشعر بالحياء من سماجته. لكن لو حدثت معجزة واستحى؛ فإنه سيردّد على نفسه: أنا لست فظاً، بل لا أخشى في الحق لومة لائم، لست كريهاً، بل حارس الفضيلة. وإذا استمر الشعور الغريب في مطاردته، سيطلب المساعدة لطرد الفكرة وإخراج الجني الذي تلبّسه على هيئة إحساس.

شعورك تجاه المقال؟