تغطية إخبارية، الحدود تسأل والحدود تجيب

لماذا اختار الله شعباً كهذا؟ أنت تسأل مجدداً والحدود تستغفر

مايكل أبو العاص - مراسل الحدود لشؤون الأسئلة المحرّمة دولياً

Loading...
صورة لماذا اختار الله شعباً كهذا؟ أنت تسأل مجدداً والحدود تستغفر

أستغفر الله العظيم؛ يعيد التاريخ نفسه على شكل مأساة، إلا في الحدود، يعود على شكل سؤال سمج ممجوج من متابع لا هم له إلا إيقاعي في المحرّمات. يبدو أن عزيزنا القارئ الكافر الذي سبق وسألنا: أين الله عما يحدث؟ لم يبهت بجوابي كما توقّعت، فأرسل لنا مُهرطقاً مرة أخرى يسأل عن أشياء ستبدو له وتسوؤه هو والزميل الماسوني رئيس التحرير الذي يخيّرني بين الردّ أو إقامة عشاء على شرف جثتي في المحفل، فيا رب سامحني ولا تسخطني أكثر من هذا. 

أخي السائل النذل، أستغفر الله منك ومن سؤالك الذي أتفق معك عليه رغم تشكيكي بنواياك؛ ماهو المميز في بني إسرائيل ليكونوا شعب الله المختار؟ لماذا اختارهم الله ولم يختر عائلة أمي وينتشلنا من الفقر والاضطرار إلى العمل لكسب الرزق؟ طيب، هل هم امتحان لقدرة البشرية القبض على الجمر ومنحهم الملذات والأرض والبيت والأهل والمال والبنون وزينة الحياة الدنيا مقابل الفوز بالآخرة وشرب أنهار من خمر لا يسكر؟ كيف سننسى ما فعلوه بنا في الحياة الدنيا إذا لم نسكر؟ إن الدلائل التي وصلتنا لم تكشف صراحة تفضيل ماذا عن ماذا ولماذا، ولا تحدّد بشكل قاطع إن كان هذا الشعب قد اختير لكونه كائناً ناطقاً على عكس البكتيريا أحاديّة الخلية، ولا تأتي على ذكر القائمة القصيرة التي تنافس معها قبل أن يتم اختياره ولا الآلية التي اختير من خلالها، ولا تجيب على سؤال "اختير ليفعل ماذا؟" نعم كل هذه الأسئلة راودتني، وإليك ما اعتقد أن الله عز وجل رب العالمين قد توصل إليه، والله أعلم.

يا بني آدم، إن اختيار الله لشعب الله المختار حتى يكون شعب الله المختار، جاء بناء على عدة عوامل لا علاقة لها باللون أو العرق أو الجنس أو الدين أو المنطق، حتى أنني لن أستغرب إن كان جدُّ جدُّ جدُّ جدي وجدك من هؤلاء المخاتير الذين أخرجوا الأنبياء عن دينهم قبل اتباعهم، أما باقي الأمم فلم تتبع أحداً، مثل شعوب الفايكنغ التي كانت تعبد إلهاً مائعاً يبكي على فراق حبيبته، أو شعوب المايا التي انشغلت باختراع التقويم واستهلاك كلام العرافات ولم تلقِ بالاً للأنبياء، أو كفّار قريش الذين أضاعوا أعمارهم في السكر والتهام أصنام التمر ولم يفطنوا للنبوّة إلا في وقت متأخر، وكلي ثقة أنه لو كان بن غفير وسموتريتش وبيبي أيام هذا القرار التاريخي لله، لاختار أي فصيلة أخرى غيرهم؛ وأخيراً والأهم أن هذا الاختيار هو اختيار الله الذي لا اعتراض على حكمه مهما كان قاسياً وغير منطقي لنا نحن البشر الحشرات.

القارئ العزيز، مع احترامي للأعزّاء، نجد مما سبق استحالة استيعاب غيبيّات لا يمكن تفسيرها، فعقل البشر المخاطبين في الآيات والنصوص الدينية لا يمكنه فهم أن يكون شعب له تاريخ مخضرم في القتل والسرقة والفساد، شعباً مختاراً على باقي الشعوب التي لا ينقصها تاريخ في القتل والسرقة والفساد، ولكنه مع ذلك اختير ليكون الوحيد القادر على فعل ذلك حتى اليوم وفي عصر الإنستغرام والتيك توك والقانون الدولي وبالبابجي ومجلس الأمن، وبكل بأريحية ودون مساءلة ولا غضب إلهي، وهنا تماماً تكمن العبرة التي لا أعرف ما هي، وبالله عليك دعنا من هذه السيرة قبل أن أسترسل ونتعرض لحملة تبليغات تغلق صفحاتنا وتغلقنا.

*ملاحظة أخوية: إذا كنت تمر بفترة صعبة مالياً أو عاطفياً وتجد تسليتك بإيقاعي في المشاكل، راسلني على الخاص وسأريحك وتريحني.

شعورك تجاه المقال؟