تغطية إخبارية، الحدود تسأل والحدود تجيب

أين الله عمّا يحدث؟ أنت تسأل والحدود تستغفر

مايكل أبو العاص - مراسل الحدود لشؤون الأسئلة المحرّمة دولياً

Loading...
صورة أين الله عمّا يحدث؟ أنت تسأل والحدود تستغفر

في البداية أستغفر الله العظيم على السّاعة التي كُلفت فيها بالردّ على استفسار أحد القرّاء ضعيفي الإيمان، والذي أرسل لنا مُهرطقاً يسأل عن موقف أستغفر الله العظيم ممّا يحدث من عمليات إبادة وقتل وتهجير في فلسطين والسودان وسوريا والإيغور وميانمار وغيرها، وإني إذا أتبرّأ من السؤال وسائله والزميل الكافر رئيس التحرير الذي أجبرني على الردّ، أؤكد استغفاري الله العظيم الآب والابن والروح القدس من شرّ أسئلة كهذه وأتمنى أن يقدّر موقفي ولا يسلخ جلدي. 

أما بعد، فإنني -أستغفر الله مجدداً- أجد نفسي مضطراً للبحث عن إجابات، ليس إرضاءً لربّ عملي وإنما ليبهت الذي كفر، ولأثبت له بالدليل القاطع أن الله يؤخّرهم ليوم تشخص فيه الأبصار أكثر مما هي شاخصة الآن أمام شاشات التلفاز على وقع مشاهد المجازر والأشلاء وأطفال بلا أمهات وأمهات بلا أطفال وعائلات تلهث وراء شاحنة مساعدات فارغة وآباء يحملون جثث ما تبقى من أبنائهم الرضّع، وبكاء أطباء بلا حدود ولا أدوية ولا بنج ولا شاش ولا معدات، ونساء في السودان مختبئات بالخزائن هرباً من الإغتصاب، وأن الله سيردّ في الوقت والزمان المناسبين وليس بناء على تساؤلات حضرتك.

أخي الكافر، أختي الزنديقة، مديري الماسوني، يا من تقرأ هذه الكلمات، استغفر ربك وصلّ على أنبيائه، فمن أغرق قوم نوح لمجرد الاستهزاء بنبيّه، وأرسل ريحاً صرصراً في يوم نحس مستمرّ على عاد لعدم إيمانهم به، وقضى على ثمود بصيحة واحدة لشركهم فيه، وأباد قوم لوط بحجارة كبريتية محرمة دولياً لميولهم الجنسية، ومن ابتلى سبأ بالجوع ونقص الثمار حتى يومنا هذا رغم إيمانهم بعد كفرهم، بالتأكيد لن يسمح لأمريكا وروسيا وإسرائيل وقوات الدعم السريع والجيش السوداني والجيش البورمي والحوثي والسعودية وقطر وحفتر وطالبان، وأميركا وروسيا والصين والهند والاتحاد الأوروبي وإيران وروسيا وأميركا بالاستمرار بغيّهم يعمهون إلا لغاية لا تدركها يا شقفة كائن لا يساوي جناح بعوضة، فدع الخلق للخالق وبدلاً من إضاعة وقتك في طرح هذه الأسئلة اذهب واملأ ساعات وأيام وسنين وعقود وقرون وألفيات الانتظار بالاستغفار.

أخي المهرطق، أختي المتفلسفة المتهافتة، مديري الماسوني، إن الله يتلقّى يومياً مليارات الصلوات من كل الأديان والأعراق، فالمسلم يدعو على اليهودي واليهودي يدعو على المسلم واليهودي والمسلم يدعوان على المسيحي والمسيحي يدعي عليهما، عداك عن طوائف كل دين الذي يدعون على بعضهم وعلى باقي الأديان والملل، إضافة لدعوات الملحدين، إن دخول كل هؤلاء يا حبيبي في ملكوت الله أصعب من ولوج جمل في ثقب الإبرة، فتخيل ماذا تساوي حضرتك كي يحقق لك أحلامك؟ لا يا روحي، ما هكذا تورد الإبل، وعندما يقرّر الله وضع حدّ لإسرائيل أو الرحمة بالسودانيين أو الرأفة بالعراقيين فلن ينسّق معك ولن يبلغ محور المقاومة، ولن يطلق حلفًاً بقيادة الإمارات، ولا السعودية، ولن يلتفت للاءات الأردن ولن يطلب وساطة قطرية ولن يستخدم فيتو في مجلس الأمن، بل سيتصرف بطريقته الخاصة التي لا تعرفها ولا أنا أعرفها ولا أحد يعرفها ولا نعرف أنا وأنت إن كانت ستأتي أصلاً ولا نعرف أين هو عمّا يحدث ودعنا ننهي هذه المادة قبل أن يسخطنا قردة وخنازير بسببك لعنة الله عليك، لأن وعده كان مفعولا.

شعورك تجاه المقال؟