موظفون يعقدون اجتماعاً طارئاً للتباحث في مستجدات الوجبة التي طلبوها منذ ساعة
مالك منصور - مراسل الحدود لشؤون طبول المعدة
١١ مايو، ٢٠٢٣

دوت صفارات إنذار السيالة العصبية وانهالت الإشعارات والتنبيهات صادرةً من بطون موظفي وموظفات شركة صنبور الإبداع للتصميم والإعلان، ليهرعوا سريعاً إلى قاعة الاجتماعات من أجل التباحث والتشاور في مستقبلهم الغذائي، ومناقشة آثار يوم ١١ سبتمبر وغزو العراق وأفغانستان والانسحاب منهما وصولاً إلى أزمة الحبوب الأوكرانية التي أثرت على سلاسل توريد الغذاء العالمية واحتمال تسببها في تأخر وجبات الطعام التي طلبوها منذ ساعة.
وبعد توزيع أجندات الاجتماع على الحضور، قدمت الموظفة سماهر عرض باور بوينت يوضح آثار المشكلة على سير العمل والأسباب المحتملة لتأخير الطعام كنشوب حريق في المطعم أو تعرض عامل التوصيل لصاعقة، وحمّل مسؤول الموارد البشرية نجيب دنبولة زميلته مسؤولة العلاقات العامة أريج نعنعها مسؤولية المجاعة التي أصابت المكتب لإصرارها على طلب الطعام من أماكن جديدة غير معروفة، فيما انشغل سعيد بتهدئة زميله معاذ الذي أصابته نوبة هلع خشية برود الجبنة الساخنة في البيتزا التي تأخرت.
واقترح الموظفون بعد جلسة عصف ذهني مجموعة من الحلول لتجنب تكرار سماع طيور المعدة الجارحة في المكتب، مثل إعداد جدول إكسل شهري لكافة وجبات الطعام والمطاعم المختارة وتوزيعها على أيام الشهر، بعد التواصل مع المطاعم عن طريق الإيميل وتوقيع عقود توريد الطعام وفق الأيام المحددة مقابل شروط جزائية، وقد لاقت هذه الدعوة رفضاً من نجيب دنبولة الذي أصر على اعتماد مطعم دنبولة ذائع الشهرة الذي افتتح قبل يومين لإطعام الجوعى في الشركة وخارجها.
وبعد مضي ساعة و٣٤ دقيقة من الاجتماع، رنّ عامل توصيل الطعام جرس الباب أخيراً معلناً نهاية محنة الموظفين بعدما فشلت المباحثات فيما بينهم بالوصول إلى حلّ يرضي كافة الأطراف، لكنهم فوجئوا بمدير الشركة يصل بعده بدقيقة طالباً تأجيل الطعام لحين الانتهاء من اجتماع طارئ مدته ساعتان يهدف لمناقشة سبل رفع إنتاجية الشركة وإلغاء مواعيد استراحات القهوة والطعام.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.