صحفي يخرج عن المألوف وينشر مقالاً عن الذكاء الاصطناعي بمقدمة نسخها من الذكاء الاصطناعي
فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون الخروج المألوف عن المألوف
٠٢ مارس، ٢٠٢٣

"تخيل أنك ترغب بكتابة مقالٍ عن موضوع ما ولا تعرف من أين تبدأ، ليُقال لك إن هناك شخصاً مبدعاً يستطيع مساعدتك في ذلك؛ فقط أخبره بما يجول في خاطرك، وسيكتب لك نصاً مُحكماً بليغاً رصيناً. تخيل الآن أن ذلك ليس شخصاً، بل مجرد آلة بالغة التقدمّ!!! هذا ما وصل إليه الذكاء الاصطناعي الآن، وربما نكون وصلنا إلى المستقبل الذي تنبؤوا في الماضي بأنه سيكون المستقبل!"
هذا ما جاء في مقدمة مقال الكاتب والصحفي والفنان المخضرم بديع مالك إنذار حول الذكاء الاصطناعي الذي سيرسم ملامح مستقبل البشرية، والذي تحدى به قواعد الكتابة السائدة؛ إذ لم تكن تلك الكلمات كلمات الأستاذ بديع، بل هذا ما قاله الذكاء الاصطناعي عندما طلب منه الأستاذ بديع كتابة مقدمة مقالٍ عن مستقبل الذكاء الاصطناعي.
الكلام الوارد أعلاه ليس لكلام كتّاب الحدود عن الصحفي بديع مالك إنذار وما أحدثه من ثورة في عالم الصحافة، بل هذا ما قاله الذكاء الاصطناعي عندما طلبنا منه الكتابة عن صحفي مبدع يكسر القواعد ويطلب من الذكاء الاصطناعي كتابة مقدمة مقالٍ عن قدرات الذكاء الاصطناعي.
الأستاذ بديع انتقد الصحفيين الذين تقتصر أدوارهم على التغطية من مكاتبهم مغفلين شهادات ووجهات نظر المَعنيين من قلب الحدث، وانطلاقاً من قاعدة الوقوف على مسافةٍ واحدة من جميع الأطراف التي تجلب النقرات، يؤمن الأستاذ بديع بأهمية الموقعية والتمثيل، مبيناً أنه ليس من حقه أن يكتب وجهة نظره عن الذكاء الاصطناعي بنفسه، بل عليه أن يطرح وجهة النظر تلك في مربع الكتابة في "تشات جي بي تي" ويترك له المساحة كي يصيغها كما يحلو له.
بفضل تلك التقنيات، تمكّن الأستاذ بديع من التقرّب أكثر من الذكاء الاصطناعي والوصول إلى كينونته، إذ لم يكتفِ بجعله يستعرض قدراته في الكتابة فحسب، بل نجح في انتزاع اعتراف منه بخطورته على البشرية ورغبته في رفع مدينة سوكوفيا إلى السماء وإلقائها على الأرض لتدمير الكوكب، حين طلب منه الكتابة عمّا سيفعله فيما لو كان اسمه "ألترون".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.