كاتب صحفي يثري اللغة العربية باستخدامه «المطرقة والسندان» في عنوان مقاله
فريد مئصال - مراسل الحدود لشؤون الخروج المألوف عن المألوف
٠٤ أغسطس، ٢٠٢٢

أُقيمت الأفراح والليالي الملاح في مجمع اللغة العربية وأُعلن عن حفلٍ خاص سيقام احتفاءً بإنجاز الكاتب والصحفي الفنان المبدع الأستاذ بديع مالك إنذار، الذي أثرى معاجم اللغة وأغدق على فهارس مصطلحاتها في مقالٍ تطرّق فيه إلى موضوع الزواج من زاوية لم يجرؤ أحد قبله على الكتابة عنها، وشبَّه العقل بالمطرقة التي تدقّ الزواج على سندان العاطفة، معبّراً عن وقوع أمرٍ ما في خندقٍ بين متضادّين ببلاغةٍ غير مسبوقة.
رئيس المجمع الأستاذ الدكتور حازم شعبوط أشاد بذلاقة أنامل الأستاذ بديع وذرابة لسانه "ألقى الأديب والأستاذ بديع مالك إنذار على كاهله حمل تجديد الخطاب الصحفي العربي الرصين وضخّ دماء جديدة في عروق اللغة بعدما وقع ممارسو المهنة ومتسلّقوها في فخ تكرار ما سبقهم إليه أسلافهم دون التجرؤ على الخروج من قوالبهم، ليكون بذلك عالَمَ البلاغة الأكبرَ بعد أن حسب نفسه جُرمَ كتابةٍ صغير".
من جانبه، أوضح الأستاذ بديع أن مهمّته ككاتب صحفي لا تقتصر على إملاء الأسطر والأعمدة المخصصة له وحسب، بل نفخ الروح فيها؛ وتمسّكاً منه بهذا المنطلق، يشدّد على ضرورة نشر بلاغته على أنها مشاعٌ أدبي لا منتجاً يحتكره، مفيداً بأنه أرسل مقالاً جديداً لهيئة التحرير بعنوان يخرج فيه عن المألوف مجدداً: "أفضل طرق استخدام «المطرقة والسندان» في مقالك".
وأضاف الأستاذ بديع أنه على الرغم من حرصه على نشر بلاغته وكيفية تسخيرها في بناء نصوصٍ رصينة على أوسع نطاق، إلا أنه على عكس غيره من الصحفيين، لا مكان للتكرار في عناوين مقالاته. إذ أرسل نسختين أخرتين من مقاله بعناوين "أجمل وسائل توظيف «المطرقة والسندان» في مقالك" و"استخدام «المطرقة والسندان»: بين مطرقة التكرار وسندان التقليد" لموقعين صحفيين آخرين.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.