بابا نويل يشيد بنظافة مداخن السوريين
مالك الحزين - مراسل الحدود المغلوب على أمره
٢٠ ديسمبر، ٢٠٢٢

اعتاد السيد بابا نويل طوال حياته المهنية قضاء شهر يناير بتناول مضادات السعال واستنشاق بخار البابونج لتنظيف رئتيه إثر استنشاقه دخان الاحتراق المنبعث من المداخن التي ينزل فيها لتوزيع الهدايا، إلا أنه بدا هذا العام أكثر نشاطاً وحيويةً وامتناناً لرحلته، إذ أنعشت مداخن البيوت السورية رئتيه بعد أن وجدها خاليةً من الهباب ونظيفة تماماً من قلة الاستخدام وكأنها ثلاجاتهم.
لكن بابا نويل أشار إلى أن الحال لم يكن كذلك في كافة المداخن التي نزل بها، حيث أعادت له بعض المداخن ذكريات الأيام الخوالي عندما نزل في أرض سوريا ظناً منه أنها مدخنة في ذروة أيام القصف، وذلك بسبب عودة روائح احتراق الأحذية والملابس البالية والبلاستيك إلى تلك المداخن التي أشعلها السوريون للتدفئة بدلاً من الوقود.
ورغم امتنانه لعدم إنهاك رئتيه هذا العام، أبدى بابا نويل مخاوفه من الإصابة بالزكام بعد الزيارة السورية بسبب التغير الذي شهده في درجات الحرارة، حيث دفعه انخفاض درجة الحرارة داخل منازل السوريين إلى مغادرتها بسرعة والعودة إلى دفء موطنه في القطب الشمالي.
أما في البيوت التي وجد فيها شجرة ميلاد منصوبة، أغدق بابا نويل على أصحابها الهدايا من مناشير وأدوات شحذ وتقطيع حتى يريحهم من عناء أخذها إلى النجار ويحوّلوها بأنفسهم إلى حطبٍ يضرمون به النار ويتدفؤون عليه بعد انتهاء موسم الأعياد.
كما شكر بابا نويل تفهّم السوريين التضخم وسوء الأحوال الاقتصادية هذا العام، إذ لم يتكبد تكاليف الكثير من الهدايا لأنه لم يجد الأطفال في غرفهم، حيث دفعهم الأهالي لاستغلال العطلة والخروج إلى طوابير الأفران في وقتٍ مبكر.
من جانبها، أفادت الطفلة كلارا فؤاد ستاهلبوم أنها قضت أفضل ليالي الميلاد في حياتها في سوريا، حيث لعبت ومرحت مع أخيها فريتز قبل أن يخلدا إلى النوم هانئين دون أن يتشاجرا على دمية كسارة البندق التي استخدم والدهما السيد فؤاد بنجامين خشبها للتدفئة الشتاء الماضي بعد نفاد قارورة المحروقات المعتقة التي كان يحتفظ بها.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.