السعودية تحكم على مُغرّد مزدوج الجنسية بالسجن ١٦ عاماً عن جوازه السعودي و١٦ عاماً منع سفر عن جوازه الأميركي
ناصر الشيلاني - مراسل الحدود لشؤون التغريد خارج السجن
٢٠ أكتوبر، ٢٠٢٢
حكمت المحكمة السعودية لمكافحة الإرهاب الرقمي وعبارات الدمار الشامل على المدعو سعد إبراهيم الماضي البالغ من العمر ٧۲ عاماً بالسجن بزنزانة لمدة ١٦ سنة للجانب السعودي منه، والسجن داخل السعودية لمدة ١٦ سنة أخرى للجانب الأميركي على خلفية نشره تغريداتٍ تضمنت بعض التهديدات المباشرة للأمن القومي السعودي مثل ذكر الفقر والفساد، وجمال خاشقجي، وما قد يحدث له لو غرّدها.
وعن مدة الحكم الأولى، أوضح خالد اللحيدان رئيس المحكمة العليا أنها لم تكن عبثية أو مبالغ بها كما يعتقد البعض "في البداية، طلب الادعاء ضد الماضي حكماً بالسجن لمدة ٤۲ عاماً بناءً على عدد كلمات أطول تغريدة معارضة نشرها، لكن تبيّن لاحقاً أنه لم يذكر اسم وليّ العهد في أيّ من تغريداته الأربع عشرة، ما دفعنا إلى تخفيف حكم السجن بحقّه إلى سنة عن كل تغريدة وسنتين إضافيتين لأنه أتى عامداً بوقاحة إلى السعودية رغم تشاطره علينا ومعرفته المسبقة بما حلّ بسلمى شهاب ونور القحطاني وعائشة المهاجري من قبله".
وفيما يتعلق بسنوات منع السفر الست عشرة، أوضح اللحيدان أنها تأتي ضمن حرص السعودية على صحته، إذ إنها لن تسمح لرجل مُسن سيخرج من السجن في عمر الـ٨٨ عاماً بمشاكل قلب وضغط وسكري وصدمات نفسية أن يخاطر بحياته ويستقل طائرة، كما وأنّها المدة الكافية ليدرك الماضي أن سياسة هدم الأحياء القديمة التي انتقدها في تغريداته قبل ٣٢ عاماً نجحت وأثمرت عنها أول ٥ أمتار من مدينة ذا لاين.
من جانبه، استنكر متحدث رفيع المستوى في البيت الأبيض الحادثة عندما قرر نجل سعد التحدث إلى الإعلام عنها، مبيناً أن حمل الماضي الجواز الأميركي لا يعني أنه صار مواطناً أبيضَ تتحرك لأجله المروحيات وفرق الإنقاذ كما في الأفلام، ولكنه عاد وطمأن الابن أن قضية والده ستقفز إلى أعلى سلم أولويات الولايات المتحدة حالما يموت ويُدفن في السعودية ويتحّول إلى نفطٍ بعد ملايين السنين.