تغطية إخبارية، تقرير

حكاية ما بعد النوم: دليل الحدود لعدم فهم ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية

آدم زنبرك - مجنون الحدود

Loading...
صورة حكاية ما بعد النوم: دليل الحدود لعدم فهم ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية

دأب فريق تحرير الحدود كما عوّدكم أن يغدق عليكم بالمعلومات المرافقة لبعض النكات التي دائماً ما يفشل فتحي في دمجها بسلاسةٍ داخل النص دافعاً المحرر للقيام بعمله نيابةً عنه. وفي هذا المقال، يلتزم محرّرو الحدود بمساعيهم لتحقيق ذلك ونقل ما لم تساعدهم أيامٌ من القراءة على فهمه من تشابكات ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وتضعها بين أيديكم في سياقها الزمني غير المنتظم.

نبذة عن لبنان:

في نهاية عام ۱۹۲۰ أعلن الجنرال غورو قيام دولة لبنان الكبير متخذاً بيروت عاصمةً لها، وفي عام ۱۹۲٦ أعلن الفرنسيون قيام جمهورية لبنان التي لم تعجب المواطنين المسلمين ولا المسيحيين ولا الدروز ولا حتى السوريين حينها. وفي خطوةٍ يعتبرها الكثيرون اليوم خطأً يجب التراجع عنه، استقلت لبنان عن فرنسا أخيراً عام ۱۹٤٤، وأصبحت دولة حقيقية يمكنها التسبب بأزماتها السياسية وحروبها الأهلية بنفسها. تميز تاريخ لبنان منذ الاستقلال بتقلبات متكررة شهدت فترات صعود وهبوط وهبوط وهبوط وهبوط وهبوط وصعود وهبوط وهبوط وهبوط، تعاقبت خلالها حكوماتٌ دأبت على استقرار هذا التخبّط وإضفاء لمساتها الخاصة عليه.

نبذة عن إسرائيل:

هو خازوق سياسي عسكري نُصب في أرض فلسطين من قبل مجموعة من المستوطنين اليهود بدعم بريطانيا عقاباً لألمانيا النازية على ما اقترفته باليهود، إذ أغدقت أوروبا على مواطنيها اليهود بدولة يرحلوا إليها بعيداً، حاملين معهم الخبرات النظرية التي جمعوها خلال الحرب العالمية الثانية ليطبقّوها عملياً على الفلسطينيين. حدود الدولة غير واضحة تماماً، فهي تتمدّد باستمرار مدفوعةً باحترار كوكب الأرض وحركة الصفائح التكتونية ورغبة الدولة في السيطرة على المزيد من الموارد ووعود يهوه الشخصية بالأراضي والمياه والغاز في منطقة شرقي المتوسط.

٢٠٠٢: أنا البحر في أحشائه النفط كامنٌ.. فهل نقّبَ الغواص عن غازاتي؟

صيّاد سمك وحوت اسمه رفيق الحريري يساوره الشك أن المياه قبالة سواحل لبنان أهم من كونها مرآباً ليخته ويخوت عائلته وأصدقائه السعوديين، وأن في جوفها النفط والغاز اللازمين لتشغيل هذه اليخوت وتدفئة منتجعات أصحابها. 

لعن رفيق الحوت انشغال الحكومات اللبنانية السابقة بالحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي والاحتلال السوري والنزاعات على الحدود البرية التي لم تحددها فرنسا وبريطانيا بدقة، لأن ذلك لم يمنحها الوقت لترسيم حدودها البحرية التي لم تحددها فرنسا وبريطانيا بدقة، لكنه لم يستسلم لليأس، ولجأ مع حكومته لمؤسستين بريطانيتين لترسيم الحدود بحكم الخبرة البريطانية في خربشة جغرافيا المنطقة بدقة، إلا أن البريطانيين لم يتمكنوا من ممارسة عملهم بدقة لأسبابٍ غير واضحة يبدو أنها تتعلق بأحد جيران لبنان الجنوبيين، إلى الغرب قليلاً، نعم وصلت.

٢٠٠٦: دراسة أخطاء الماضي بتمعّن لتكرارها بدقة

يأتي عام ٢٠٠٦ محملاً ببشائر الأمل والتغيير، فرغم الوضع القائم من تقلبات سياسية واغتيالات محلية، تحل تغييرات جذرية في الحكومة اللبنانية تساهم في صعود فؤاد السنيورة، الذي تعهَّد بإنهاء مشكلة الحدود البحرية نهائياً، واستشار تقدّم مع حكومته ذات المؤسستين البريطانيتين بحكم الخبرة البريطانية في خربشة جغرافيا المنطقة بدقة وعدم الحاجة لإعادة إرسال نفس الوثائق توفيراً لتكاليف الفاكس على خزينة الدولة آنذاك، إلا أن البريطانيين لم يتمكنوا مجدداً من ممارسة عملهم بدقة لأسبابٍ غير واضحة يبدو أنها تتعلق بأحد جيران لبنان الجنوبيين، إلى الغرب قليلاً، نعم وصلت.

٢٠٠٧: كوم حجار ولا هالجار

طرق لبنان أبواب جيرانه بعدما فقد الأمل بمستعمريه، ووقَّع اتفاقية تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص بهدف التعاون فيما بينهما لاستثمار الثروات النفطية وتوطيد علاقات حسن الجوار وتحقيق أي نجاحٍ في ترسيم أيٍّ من حدوده، لكن لبنان تراجع عن الاتفاقية عام ٢٠۱۰ عندما بالغت قبرص في إحسانها وأبرمت صفقةً مشابهةً مع إسرائيل تزيد في الحُسن مساحةً مائية تزيد عن ۸٦۰ كلم۲ من المنطقة المتنازع عليها.

٢٠۱۱: عام الاستقلال المائي وتدخل الآلهة

قرَّر لبنان أنَّه دولة مستقلة ذات سيادة لا تحتاج جيراناً ولا أولاد عمٍّ ولا إيكسات، وأصدر بنفسه مرسوم تحديد حدود المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة، التي تقاطعت مع المرسوم الإسرائيلي، الذي أكدت الخارجية الإسرائيلية نزوله عليها من السماء بموجب وعدٍ إلهي مباشر. مطالبةً لبنان بإحالة الأمر إلى الآلهة وترفّع البشر عن التدخل فيه. وبالفعل، أرسلت الخارجية اللبنانية كتاباً تعترض فيه على الإحداثيات الإسرائيلية لإله الأمم المتحدة آنذاك بان كي مون؛ ما دفعه للتخلي عن كافة مهامه وكبح قلقه الذي كان يعتريه جرّاء الأزمة السورية، ليخرج ويعبّر بأشد اللهجات أمام العالم أجمع عن قلقه تجاه النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل أيضاً.

٢٠۱٢: تدخل العم السامّ

بلغت الولايات المتحدة في تلك الفترة ذروة حملتها الإصلاحية في المنطقة العربية، ولم تشأ للبنان أن يشعر بالغيرة من ليبيا وسوريا. لذا، تدخلت وطلبت من كلا الطرفين التصرف ككبارٍ عاقلين والجلوس على طاولة الحوار لترسيم مسودة لحدوديهما، وبالطبع لم يكن مقبولاً لديها أن تقضم إسرائيل ما يزيد عن ۸۰۰ كلم۲ من حصة لبنان بإجحاف، لذا تقدمت بحلٍّ عادل منصف ورسمت خطّاً مستقيماً يعطي إسرائيل ٣٧٠ كلم۲ فقط من حصة لبنان.

٢٠۱۸: لبنان ينقّب عن ثرواته منتهكاً وعود يهوه

شعرت إسرائيل بالاستفزاز بعدما بدأ لبنان عمليات التنقيب في مناطقه، نظراً لتحسسها المفرط من أي ممارسة للسيادة على الأراضي التي وُعدت بها في العهد القديم. ودعت الإله الجديد «أميركا» للتدخل، لتعود الأخيرة بحزم هذه المرة وتقدّم حلّا ثورياً برسم الخط الوسطيّ الجميل نفسه لكن بلونٍ جديد.

٢٠٢٠: إسرائيل تمدّ يد «عون» وتصفع بها لبنان

يجري الجيش اللبناني دراسةً جديدة للمنطقة المتنازع عليها، ويكتشف أنَّ حصة لبنان تزيد بمقدار ١٤٣٠ كلم۲ عمّأ كان يُعتقد سابقاً، وتقدم بذلك كتاباً جديداً للأمم المتحدة تُثري به خزائنها القديمة، قبل أن يُكشف استناد الجيش إلى الأسس العلمية فقط دون حصوله على أي وعدٍ إلهي، وترفض بالتالي دراسته ويقرر الجنرال العماد قائد العهد الأوي العمل بمبدأ "ارضَ بما قسم الوسيط الأميركي لك تكن أغنى الناس"، والاعتراف بالخط الوسطي الجميل جملةً وتفصيلاً، لوحده دوناً عن أي قيادة لبنانية أخرى..

٢٠٢۱: الدين لله والغاز للجميع

تدرك الولايات المتحدة أن النهج القديم التقليدي برسم الخطوط المستقيمة الاستعمارية غير فعال لترسيم الحدود بين الدول على أرض الواقع، وتقرر بناءً على ذلك رسم الخط ذاته مع إضافة مثلثٍ عصري استعماري حول حقل كاريش، لتضمن حفظ حق إسرائيل بالحقل وفوقه حبة مسك.

٢٠٢٢: مصر تدفئ لبنان بحنانها وأوروبا بالغاز الإسرائيلي

مع بدء منصات التنقيب الإسرائيلية في حقل الله المختار، يرسل حزب الله طائرات مسيرة رُصدت تحركاتها على الشاشات في تل أبيب وسُمع صداها في القاهرة، التي دعت بدورها الجميع لتهدئة النفوس، وعينت نفسها وسيطةً لحل النزاع سلمياً وضمان حصول الجميع على حقه المشروع من غاز كاريش طالما أنَّه سيمر عبر أنابيبها نحو أوروبا.

٢٠۸۹: أنا البحر في أحشائه النفط كامنٌ.. فهل نقّبَ الغواص عن غازاتي؟

  • إسرائيل تؤكد وجود مخطوطات قديمة تثبت وعوداً إلهية تثبت أحقيتها بحقل أفروديت للغاز ومصفاة بانياس للنفط، كما تبدأ بالتنقيب عن هيكل بن غوريون الغارق تماماً أسفل هذه الحقول.
  • السيد علي محمد حسن نصرالله يؤكد لن تخرج قطرة غاز واحدة من كاريش إلا لو احتاجته إيران.
  • الرئيس عون يتعهد بفتح ملف الحدود البحرية مع إسرائيل فور انتهاء التحقيق بشأن مرفأ بيروت.

شعورك تجاه المقال؟