إسرائيل تعثر على حقول غاز بلا شعب لشعب بلا حقول غاز
سامي اللطًّام - خبير الحدود بشؤون أعلى ما يمكن ركوبه في الخيل
٠٨ يونيو، ٢٠٢٢
باشرت إسرائيل أعمال البحبشة والتنقيب عن الغاز الطبيعي في حقل كاريش قبالة سواحل لبنان، وسط فرح عارم وبشائر انفراجٍ في الأوساط الإسرائيلية، حيث نشرت الحكومة بياناً تصف فيه اللحظة بالتاريخية "اليوم، تنتهي معاناة شعبنا مع الطلب المتزايد على غازه الطبيعي بالعثور أخيراً على حقل غاز بلا شعب لشعبٍ بلا حقول غاز".
وذكر البيان أن العثور على هذا الحقل تأكيد على ما وعد به الإله شعبه المختار في هذه المنطقة "فبعد أن قدم لنا أرضاً بلا شعب، وحقولاً مزروعةً بلا فلاحين، ودوائر حكومية بلا موظفين، ومستشفيات وعيادات بلا أطباء أو مرضى، ومدارس وجامعاتٍ بلا أساتذةٍ أو طلاب، وبيوتا بلا سكان، ها هو يهدينا بحراً بلا سيادة لتشقّه الحكومة وتعبر بشعب إسرائيل نحو الثروات الكامنة فيه".
وأضاف البيان "الأرض لمن يعمل بها، وحقول الغاز لمن ينقّبها. ربّما كان لحقل الغاز هذا شعب في يومٍ من الأيام، لكن لا شيء يصمد أمام عجلة الزمن، أهلية الحقول تتغير، مواقف الجيران تتغير، وحتى حركة الصفائح التكتونية تفرض كل بضع سنوات تمدّداً على حدودنا الجغرافية".
لم تجلس الحكومة اللبنانية مكتوفة الأيدي طبعاً، بل وقفت مكتوفة الأيدي، ثم نددت بهذا السلوك العدائي، ودعت إلى تدخل الأمريكان فوراً، نظراً لتاريخهم العريق في فضّ الدول التي تشهد نزاعاتٍ مع إسرائيل.
من جانبه، أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن الخلاف مع لبنان هو مسألةٌ مدنية، وأن إسرائيل ستلتزم مبدأها الثابت بحل الخلافات دبلوماسياً ضمن إطار المفاوضات، والذي أثمر حالة السلم التي تعيشها اليوم بعد تطبيقها حلّ الدولتين، وإقرار حق العودة، والتنسيقات الأمنية المشتركة التي وضعت نهايةً لحوادث الشغب والانتهاكات الإنسانية والاغتيالات.