فريلانسر يقتني كرسي مكتب يتسع لكمّ أكبر من الثياب ليرتاح أكثر أثناء عمله من الفراش
خلدون المبهلل - خبير الحدود في التطبيقات العملية لنظرية الفوضى
٠٥ يونيو، ٢٠٢٢

بعد إدراك الشاب رائد لحلوح أنَّ عمله من المنزل أسلوب حياة يناسب كسله، وليس مجرد نشاطٍ يقضي فيه وقته ريثما يجد عملاً مكتبياً يضطر فيه لمواكبة ثرثرة الزملاء ومجاراة مزاج المدير وحضور الاجتماعات كل نصف ساعة، اتخذ أول خطوةٍ جادّة نحو خلق بيئة عمل محفّزةٍ في غرفته، واستبدل الكرسي الخشبي بآخر مكتبي واسع يحمل ضعف كمية الملابس المرمية عليه، ما يفتح له المجال لاستغلال مساحة الفراش بأكملها ويزيد من عدد الوضعيات الغريبة التي يمكنه الجلوس بها لتحفيز حسِّ الإبداع لديه.
ويشير لحلوح إلى إجماع الخبراء على ضرورة التخلص من الفوضى في المساحة المخصصة للعمل "لذلك قررت التخلص من القميص والبنطال اللذين لازماني على الفراش وحرصت على خلوّ السرير من أي شيءٍ غيري أنا، ولابتوب العمل، بالإضافة إلى الشرشف في حال احتجت قيلولةٍ لأعيد شحن دماغي كل ساعة".
كما أوضح أن الحاجة لمزيد من المساحة لم تكن الدافع الوحيد لاقتنائه الكرسي الجديد "أدركت انتهاء عصر الكرسي الخشبي الثابت الذي لا يواكب سرعة التقدم التكنولوجي. أما الآن، أستطيع سحب الكرسي الجديد ذي العجلات الخمس بقدمي إلى جانبي لجلب قميصٍ أرتديه في الاجتماعات المصورة، بعد أن اعتدتّ الذهاب بنفسي إلى الكرسي الخشبي القابع مكانه وبذل سعراتٍ حراريةٍ أستطيع استخدامها في الاجتماع للتحديق في وجهي واكتشاف الزيوانات والحبوب عليه".
يذكر أن هذه ليست الخطوة الوحيدة التي ينوي لحلوح اتخاذها لتحويل غرفته إلى بيئة عملٍ مثالية، إذ يعزم اقتناء لوح أبيض بهدف تنظيم مهامه اليومية وإبقائها نُصب عينيه بدلاً من إخفائها في علامة تبويب ضائعة، وتدوين ما ينقصه من مشروباتٍ ساخنة، واستخدامه عند زيارة أصحابه له لتسجيل نتائج التريكس.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.