تغطية إخبارية، خبر

الإعلام الغربي يندد بغزو أوكرانيا البيضاء ويقدم قائمة بديلة من البلدان الملونة

السير مصطفى وايتنوزي - مراسل الحدود لشؤون دراسات ما-أثناء-الاستعمار

Loading...
صورة الإعلام الغربي يندد بغزو أوكرانيا البيضاء ويقدم قائمة بديلة من البلدان الملونة

استنكرت منابر إعلامية غربية غزو روسيا لأوكرانيا بأوروبيتها الكاملة ونظامها الرأسمالي وتحضّرها وشقارها وبياضها وأنوفها الصغيرة وشعرها الأملس، ونددت بأشد العبارات بجرأة عرق أبيض في التعدّي على أبيض آخر أقرب منه إلى الغرب بهذه الوحشية الفجة التي اتفقت البشرية المتحضرة جمعاء على استعمالها حصراً في سبيل نشر الحرية في دول أصحاب البشرة البنية والسوداء والصفراء ذات الثروات الطبيعية الهائلة.

واقترحت بعض شبكات الإعلام الغربية على فلاديمير بوتين قائمة ببلدان غير بيضاء يستطيع أن يستثمر فيها طاقاته على شكل خارطة عالم محذوف منها أوروبا وأميركا وأُستراليا ونيوزيلاندا، الأمر الذي سيضمن له تحول وحشيته الغاشمة وعدوانه الاستعماري المستهجن هذا إلى تضحيات حتمية وجهود مشكورة تكافح الأنظمة الرجعية الظالمة، وتتحول معها نظرتها لحركات المقاومة لحربه من تعاطف إلى لامبالاة بريئة أو حتى صلوات وأمنيات عَن بُعد كما جرت العادة.

ونظراً لأن معظم دول الجنوب العالمي قد سبق لها أن احتُلت واستُعمرت، فقد طمأن الإعلام الغربي بوتين بأن تلك الدول ستبقى بحاجة إلى تدخلات خارجية جديدة؛ بل إن هذه الحقيقة تسهّل على العرق الأبيض عملية تقبّل حرب جديدة فيها، بما أنّها دخلت مخيلته كمناطق منكوبة وبربرية، حلال فيها الحرب، لا تستحق تغطية مُباشرة على مدار الساعة ومداخلات متكررة لمراسلين ولا حتى مائدة مستديرة من المحللين.

من جهته، صاح تشارلي داغاتا مراسل شبكة سي بي إس الإخبارية، على الشاشات وبَكى على الفاجعة التي هزت تقسيم العالم الطبيعي "على الرغم من أن أوكرانيا ليست دولة غربية، إلا أنها لا تزال دولة متحضرة تُحسب علينا، وإن كان يعيبها موقعها الجغرافي على الأطراف العشوائية للبيت الأوروبي الراقي، لكن ومع ذلك، والله، منظر الأبيض على الأرض غير مقبول، فتباين لونه مع لونها واضح، ويظهر ويسطع ويقهرنا بفجاجة أكبر من مشهد لأفغان أو عراقيين يسقطون على الأرض ويتماهون مع لونها ووحلها ويصعب تمييزهم عنها".

وأكّدَ داغاتا أن انحيازه نحو الأبيض لا يرجع إلى أي اعتبارات تاريخية أو اجتماعية أو شخصية نشأ عليها واستمتع بامتيازاتها ولكنه مجرد إيمان فطري بفوقية الأبيض -رغم تواضعه في كثير من الأحيان ونزوله طواعية إلى مستوى الملونين بصوابيته السياسية- التي تسمح له كشف مكانته المستحقة بين الحين والآخر إن صادفت وأخذ موضع المقهور بدلًا من القاهر لا قدّر الله.

شعورك تجاه المقال؟