قطر تعلن عن جائزة مالية كبيرة لآخر عامل آسيوي يجتاز كل التحديات ويبقى على قيد الحياة
ثامر الطقاقي - مراسل الحدود من مدرجات ملعب الثمامة الحديث المكيّف
١٥ نوفمبر، ٢٠٢١
كشف الرئيس التنفيذي لمونديال قطر ٢٠٢٢ ناصر الخاطر الستار عن جائزة مالية كبيرة، تُقدّر بحوالي ٤٥٦ ألف ريال، خصصتها بلاده للعامل الآسيوي الذي سيجتاز جميع مراحل التحديات والألعاب الخطرة المختارة بعناية، من التسلق الحر على المباني، والعمل دون وسائل وقاية، وعدم توفير أيام عُطل وراحة، والعمل تحت الشمس القطرية الحارقة، ويبقى على قيد الحياة حتى نهاية المونديال والعودة لبلاده سالماً غانماً حتى ولو بنصف كلية.
وأكدّ ناصر أنّ قطر لم تجبر أي عامل على الدخول إلى أراضيها أو المشاركة في هكذا لعبة خطرة "إلّا أنَّ الجشع والطمع بكسب المال وتحويل ما يتبقى منه إلى ذويهم في بلادهم المتخلفة لإنفاقه على متاع الحياة الدنيا الزائل كالسكن والطعام والدواء، أو التوفير للزواج وتكوين أسرة، كان محفزهم الرئيسي لخوض هذه المغامرة والقتال حتى آخر رمق والعمل مطولاً دون توقف أو مغادرة أو استقالة، علماً بأن الكثير من المشاركين انسحبوا من المسابقة ورحلوا عن عالمنا ولم يمنعهم أحد أو يعيق انتقالهم عن هذه الحياة".
وشدد ناصر على أنّ فوز العامل بالجائزة المالية لا يعني بقاءه في قطر بعد الانتهاء من أعمال بناء ملاعب ومرافق المونديال "فور انتهاء اللعبة، وفي حال كتب له عمر، سنضع المال في حلقه ونخدره ونشحنه بالباخرة ونلقي به على شارع عام في نيبال أو بنغلادش، شأنه شأن أي عامل حي أو ميت لا يتقن اللغة الانجليزية أو لبس بدلات سوداء أو ارتداء بشرة بيضاء وعيون زرقاء".
وجدد ناصر التزام قطر بتوضيب الـ٦٥٠٠ جثة للعمال المتوفين حتى الآن في صناديق محترمة ولفّها بشريط أحمر أو وردي مع شهادة وفاة تثبت أنه رغم كل هذا مات قضاءً وقدراً لترسلها للأهالي المفجوعين كهدايا "التي بإمكانهم دفنها أو البكاء عليها أو استخدام خشبها الفاخر في بناء وتصليح أكواخهم البدائية".
يرجح أطباء وخبراء السلامة العامة ومنتجو أفلام ومسلسلات الألعاب الخطرة مثل "المنشار" و"لعبة الحبار" أنّ الجائزة لن تكون من نصيب أحد في النهاية؛ فالعامل الذي سيجتاز المرحلة الأخيرة مشياً على قدميه سيعاني من تشكيلة أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي والقلب والكلى والدماغ والكبد ستكون كفيلة بالإجهاز عليه قبل استلامه المكافأة.