تغطية إخبارية، خبر

قطر تعلن عن جائزة مالية كبيرة لآخر عامل آسيوي يجتاز كل التحديات ويبقى على قيد الحياة

ثامر الطقاقي - مراسل الحدود من مدرجات ملعب الثمامة الحديث المكيّف

Loading...
صورة قطر تعلن عن جائزة مالية كبيرة لآخر عامل آسيوي يجتاز كل التحديات ويبقى على قيد الحياة

كشف الرئيس التنفيذي لمونديال قطر ٢٠٢٢ ناصر الخاطر الستار عن جائزة مالية كبيرة، تُقدّر بحوالي ٤٥٦ ألف ريال، خصصتها بلاده للعامل الآسيوي الذي سيجتاز جميع مراحل التحديات والألعاب الخطرة المختارة بعناية، من التسلق الحر على المباني، والعمل دون وسائل وقاية، وعدم توفير أيام عُطل وراحة، والعمل تحت الشمس القطرية الحارقة، ويبقى على قيد الحياة حتى نهاية المونديال والعودة لبلاده سالماً غانماً حتى ولو بنصف كلية.

وأكدّ ناصر أنّ قطر لم تجبر أي عامل على الدخول إلى أراضيها أو المشاركة في هكذا لعبة خطرة "إلّا أنَّ الجشع والطمع بكسب المال وتحويل ما يتبقى منه إلى ذويهم في بلادهم المتخلفة لإنفاقه على متاع الحياة الدنيا الزائل كالسكن والطعام والدواء، أو التوفير للزواج وتكوين أسرة، كان محفزهم الرئيسي لخوض هذه المغامرة والقتال حتى آخر رمق والعمل مطولاً دون توقف أو مغادرة أو استقالة، علماً بأن الكثير من المشاركين انسحبوا من المسابقة ورحلوا عن عالمنا ولم يمنعهم أحد أو يعيق انتقالهم عن هذه الحياة". 

وشدد ناصر على أنّ فوز العامل بالجائزة المالية لا يعني بقاءه في قطر بعد الانتهاء من أعمال بناء ملاعب ومرافق المونديال "فور انتهاء اللعبة، وفي حال كتب له عمر، سنضع المال في حلقه ونخدره ونشحنه بالباخرة ونلقي به على شارع عام في نيبال أو بنغلادش، شأنه شأن أي عامل حي أو ميت لا يتقن اللغة الانجليزية أو لبس بدلات سوداء أو ارتداء بشرة بيضاء وعيون زرقاء".

وجدد ناصر التزام قطر بتوضيب الـ٦٥٠٠ جثة للعمال المتوفين حتى الآن في صناديق محترمة ولفّها بشريط أحمر أو وردي مع شهادة وفاة تثبت أنه رغم كل هذا مات قضاءً وقدراً لترسلها للأهالي المفجوعين كهدايا "التي بإمكانهم دفنها أو البكاء عليها أو استخدام خشبها الفاخر في بناء وتصليح أكواخهم البدائية".

يرجح أطباء وخبراء السلامة العامة ومنتجو أفلام ومسلسلات الألعاب الخطرة مثل "المنشار" و"لعبة الحبار" أنّ الجائزة لن تكون من نصيب أحد في النهاية؛ فالعامل الذي سيجتاز المرحلة الأخيرة مشياً على قدميه سيعاني من تشكيلة أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي والقلب والكلى والدماغ والكبد ستكون كفيلة بالإجهاز عليه قبل استلامه المكافأة.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.