الجيش الأمريكي ينقذ كلباً كادت جموع الأفغان أن تحتل مكانه في طائرات الإجلاء
فريدة سنّارة - مراسلة الحدود لشؤون الكلاب الأمريكان
١٨ أغسطس، ٢٠٢١

في قصة مُلهمة تُجسّد آخر بطولاته في أفغانستان، أنقذ الجيش الأمريكي المغوار كلباً عسكرياً من براثن الأفغان الذين تشبثوا بطائرته محاولين سرقة مقعده أو الجلوس إلى جانبه في رحلته نحو بر الأمان الأمريكي.
وكان الأمريكان قد أدركوا خطورة الوضع في أفغانستان، فجمعوا أغراضهم وحملوا جنودهم وكلابهم واستقلّوا طائراتهم العسكرية لتُقلّهم إلى بلادهم الجميلة التي لا يعبث فيها الجنود الأجانب، لكنّ الارتباك كاد ينسيهم الكلب بين جموع الأفغان الغاضبين لتركهم لقمة سائغة لطالبان، وهم يعون الخطورة التي يُمثلّها كيد هؤلاء على سلامة الكلاب الأمريكية.
ولولا نباهة بواسل الجيش واهتمامهم بالتفاصيل الدقيقة وبحياة الكلب الأمريكي الحيوان قبل الكلب الأمريكي الإنسان، لضاع الكلب المسكين تحت أقدام الرعاع أو اضطر لإكمال حياته في العالم الثالث، مُحدقاً في خطر اكتشاف طالبان بأنه كلب متعاون مع الأمريكان ومعاقبته بتهمة الخيانة، ناهيك عن مواجهة تطرفها واحتمالية أن تقتله لأنّه يلبس طوقاً سافراً أو لمجرد أنّه كلب نجس.
ويُدرك قادة الجيش الأمريكي في أفغانستان مقدار التضحيات التي قدّمها هذا الكلب في سبيل نشر الديمقراطية والسلام في البلد الآسيوي؛ حيث تخلّى عن بلاد الحرية والفرص وجاء إلى بلاد مسكونة بالخوف والحروب والجنود الأمريكان، لينبح على مدار عشرين عاماً دون أي جدوى تُذكر؛ وهام هم الأفغان ينكرون جميله ويستكثرون عليه التقاعد في منتجعات سانتا باربرا ومزارع تكساس برفقة جورج بوش الابن.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.