مصر: عودة تقليد تجمع العائلة والأصدقاء في محطة القطارات لتوديع المسافر
٢١ أبريل، ٢٠٢١
أكد متحدّث باسم وزارة النقل المصرية عودة تقليد يتمثل بتجمّع العديد من أفراد العائلة والأصدقاء في محطات القطارات المصرية عقب تزايد وتيرة حوادث سكك الحديد في الآونة الأخيرة، والناتجة عن توقف العمل بصيانة القطارات لأجل بناء أخرى جديدة فخمة للأغنياء تجعل الفقراء يفخرون بالنظر من بعيد إلى التطور العظيم الذي يحصل في مصر السيسي.
وقال المتحدث باسم وزارة النقل فرغلي ضبش إن عمال محطات السكة الحديد لاحظوا مؤخراً اكتظاظها بعامة الشعب “كان النسيج المجتمعي في مصر يعاني خطراً داهماً بسبب وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا والتأثير الغربي على مجتمعاتنا، وهو ما كاد أن يؤدي إلى تفكك أواصر العلاقات الأسرية والاجتماعية، أما الآن ومع حوادث القطارات رأى الناس أن الحياة فانية وأنهم في أي لحظة قد يفقدون الأقارب والآباء والأمهات والإخوة والأصدقاء دون سابق إنذار، وأصبحوا يقضون وقتاً أطول معهم تحسباً للفاجعة المتوقع حدوثها في أي لحظة”.
وطالب فرغلي الأسر باستغلال الوضع الراهن والبوح لبعضهم بمشاعرهم وأحاسيسهم المكبوتة طويلاً “هذه فرصة الأب بأن يعبر عن مشاعره الحقيقية وحبه لابنه وهو يودعه في محطة القطار دون أن يخشى أن يعايره ابنه بتلك المشاعر أو يستغلها، وهذه فرصة الابن ليعبّر عن حبّه دون أن يحس والده بأنه يقول ذلك فقط لكونه يريد أن يشتري له سيارة”.
وأشاد فرغلي بالانتعاش الاقتصادي الذي ولدته حوادث القطارات “بائعو السجائر والشاي والشمعدان والصحف والحلويات في المحطات ينعمون حالياً بطفرة في المبيعات. ومن ناحية أخرى، ولأن الناس لديهم الشعور بأنهم لن يعيشوا طويلاً، لن يدّخروا، وسيصرفون أموالهم وينعشون اقتصاد البلد المتهالك”.
من ناحية أخرى، قال مفتي الدولة شوقي علام في مديح هذا التطور “يشكل ركوب القطار فرصة للأفراد لأن يعاينوا حياتهم ويطلبوا المغفرة من الله على آثامهم قبل الركوب؛ فمحظوظٌ ذاك الذي يرى الموت قادماً بدل أن يُفاجأ به قبل طلب السماح من رب العالمين”.