شاب يفر من منزل العائلة ويتقدم بطلب هجرة بعد كسره فنجاناً من الطقم الصيني
علاء الجرابين - مراسل الحدود لشؤون الكريستال وغرف الضيوف
٠٤ مارس، ٢٠٢١

شهق الشاب ة.ؤ. وجحظت عيناه وأيقن قُرب نهايته وهو يرى الفنجان الذي تناوله من الفاترينة يهوي من يده على الأرض ويتكسر وتتطاير شظاياه، ليهرع إلى غرفته حاشياً ملابسه في حقيبة ويلوذ بالفرار إلى أقرب سفارة للاحتماء بداخلها وتقديم طلب لجوء إنساني لمغادرة البلاد إلى الأبد.
وأكدّ ة.ؤ. أن معاناته في الهرب وبلاد الغربة تبقى رحيمة مقارنةً مع المصير المظلم الذي كان ينتظره على يد السيدة والدته ”من الممكن أن أتحمل حرماني من المصروف وطردي من المنزل، أو تقوم بنزع جلدي وهي تقرصني، أو تكسر يدي وتحبسني لشهور في الغرفة، لكنني أتذكر جيداً نظرتها وهي تحذرنا أنا وأخوتي من الاقتراب بجانب طقم الفناجين الصيني. تلك النظرة تشي أن ما ستفعله بنا أسوأ من ذلك بكثير حتى ولو حاولنا شرب الشاي بفناجين الطقم الصيني دون التسبب بكسره“.
و تابع ة.ؤ. ”لا أفهم لمَ لا تسمح لنا بلمس طقم الفناجين الصيني رغم أن كل ما حولنا صيني؟ ها هيَ ملابسي الداخلية كلها صنع الصين ولا توجد لديها مشكلة في تحويلها لمماسح عندما تهترئ في الغسيل، لكنها تعامل طقم الفناجين الصيني كتحفة فنية لا يستطيع أحد سواها لمسها أو تنظيفها من الغبار. حرصها الزائد هو السبب في إثارة فضولي لفتح الخزانة ومسكه والتمعن فيه“.
وأضاف ة.ؤ. أن فور حصوله على الموافقة للهجرة سيبادر بافتتاح منظمة حقوقية تعنى بحقوق كل أولئك البشر الذين يعانون في زنازين بيوتهم بعد محاولتهم لمس فناجين الأطقم الصينة أو سكاكين طقم العرس، أو جلوسهم على أرائك الضيوف، مشدداً على ضرورة تدخل المجتمع الدولي في هذه القضية الإنسانية ومدّ يد العون لهم بتأمين معابر آمنة إلى الخارج.
من جهتها، استذكرت السيدة أم ة.ؤ. لمراسلنا لحظة إدراكها انكسار الفنجان ”كنتُ في السوق عندما أحسست بوخزة في قلبي وشعور جارف من التوتر، أدركت حينها أنّ منزلي تعرض لعملية تخريبية، أرجو منك أن تقول لهذا الحيوان الذي لا أريد ذِكرَ ولا حتى تذكر اسمه ألّا يريني وجهه ثانية؛ فقد غسلت يدي منه ومن تربيته، حتى يجلب طقم صيني جديد مطابق للطقم الذي كسر أحد فناجينه، حينها سأفكر في عقوبة ملائمة لجريمته“.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.