علاقة حب تستمر ١٥ عاماً لتكاسل الشريكين عن الانفصال
١٧ يونيو، ٢٠٢٠
لم تكن الشابة ابتهال ثكامين تعلم أنّها مُقبلة على قصة حب أسطورية ستتردَّد على ألسنة الجميع حين وقعت عيناها في السنة الجامعية الأولى على الشاب أنيس صرمون. علاقة ملؤها الأمل والحياة والرومانسية والوفاء والبقاء والملل والقرف وعدم التفاهم، ستستمر خمسة عشر عاماً بسبب كسل أي منهما في إنهائها.
وكانت ابتهال قد عرفت أنيس شاباً طويلاً ممشوقاً ذا عينين بُنيتين آسرتين. سحرَها بخفَّة ظله وانطلاقه بالحياة، وسحرته بجمالها وذكائها، وعاشا متعة البدايات؛ اللمسة الأولى والهمسة الأولى والقبلة الأولى والتسوق معاً لأول مرة والدبدوب الأول في عيد الحب الأول ونظرات الاحتقار الأولى من الجار عند سيرهما معاً شابكين أيديهما للمرة الأولى.
وأخيراً، وصلا إلى النقاش الأول، الذي قاد إلى المشاجرة الأولى، حيث اكتشفا للمرة الأولى أنّهما يختلفان حول كل شيء في الحياة تقريباً. لكنّ متعة أول خلاف في أوج المشاعر الملتهبة منعتهما من رؤية الأشياء بوضوح، وحين وصلت العلاقة لمرحلة النضج، كان كرش أنيس قد امتد بضعة سنتيمترات عن محيط خصره، وتلفت أعصاب ابتهال، وانطفأت قدرتهما على نقاش إمكانية الانفصال.
تقول ابتهال “أدركت أنّ أنيس لا يشبهني في شيء. أشك أحياناً أنّه أبله؛ صفر ذكاء، صفر بديهة، ذوقه الموسيقي رديء واختياراته الأدبية تعيسة، يصدر أصواتاً حين يأكل ولا يتمتع باللباقة الكافية لكتمها، ولكنّني لا أرى في ذلك أسباباً جوهرية تدعو للانفصال. أنا أعرف عنه كل هذا على الأقل، والغبي الذي تعرفه أفضل من ذاك الذي لم تعرفه بعد”.
وتضيف “الآن بعد مضي كل هذا الوقت، هل أتركه وأدخل في علاقة جديدة وأكافح لإثبات أنني جديرة بحب آخر مثله؟ ثم ماذا؟ نعيد نفس الكرة من جديد، لا شكراً. بدأت أشعر بالملل بمجرد الحديث عن الأمر، أفضل البقاء معه والتمنن عليه بأنّني بقيت إلى جانبه رغم كل زفته وعيوبه”.
ويقول أنيس مقاطعاً “صدقيني، كان باستطاعتي توبيخك على قذفكِ هذا الكلام الوقح في وجهي، ولكني متعب ولا أطيق النظر إلى وجهك حتى أتشاجر معك. ولكن أود تذكيرك بأني على الأقل ما زلت أسمع الموسيقى وأقرأ الأدب، اعذريني إن كنت أصدر أصواتاً وأزعجك حين تلتهمين الطعام وكأنّنا على وشك المرور بمجاعة”.
ويتابع بعد صمتٍ طويل “في البداية كنّا نناقش ضرورة إنهاء العلاقة لساعات، حتى نُنهك من كثرة الحديث ونشعر بالكسل من اتخاذ الخطوة النهائية والانفصال، فنطلب البيتزا ونتذكر البيتزا الأولى التي أكلناها معاً وننسى أمر الانفصال. أمّا اليوم صرنا نتكاسل عن الخوض في النقاش ونكتفي بطلب البيتزا”.
ويؤكد أنيس أنّ المسألة لا تتعلق بهما فحسب “لسنا كسولين إلى هذه الدرجة، لو أنّ المسألة تتعلق بنا فقط لكان هناك احتمال أن ننفصل، لكنّ كل شخص في حياتنا يعلم بعلاقتنا الطويلة، وانفصالنا يعني الدخول في متاهة الحشرية والأسئلة، ولماذا ومتى والله أنكما كنتما جميلين معاً وكيف حالها الآن وكيف حالك الآن ونظرات شفقة وكلمات ودودة؛ هفففففف. ليتها تتلحلح قليلاً وتقع في حب حمار آخر أو تخونني لتمنحنا سبباً وجيهاً للانفصال، ولكن لا، لماذا تتعبين نفسك وتقومين بهذه الخطوة؟ تمددي واسترخي وابلعي البيتزا وانتظريني أنا حتى أخون كما تنتظرين أن أفعل كل شيء بالحياة بدلاً عنكِ”.