شاب ينتهك حقوق قطته في المنزل ويتعدَّى على سريرها
٠٧ أبريل، ٢٠٢٠
مأمون غَمَشة – رئيس قسم حيوانات شبكة الحدود
رغم ما بذلته من جهد لتوضيح أنّ السرير الضخم الذي ينام عليه صاحبها نبيل فراعص جزء من أملاكها، تماماً كالكنبة المُريحة في الصالة وكُرسي المكتب ولوحة مفاتيح اللابتوب والطاولات وكراسي السفرة والسجادة والسجادة الصغيرة الملقاة أمام باب الحمام، من خلال توزيع شعرها في مناطق نفوذها والتمدّد بالطول والعرض بل والتبوّل هناك في بعض الأحيان، إلّا أنّ نبيل يستمر بالتعدّي على ممتلكات القطة سارة واستخدامها.
وكان نبيل قد أزاح سارة بكل استهتار وانعدام إنسانية عن سريرها الخاص ونفض المخدة والملاءات واللحاف ليتمدّد عليه، مُمعناً بإذلالها من خلال إشارة بيده أن تذهب وتنام على الفروة المُقعّرة التي يضعها في زاوية نائية من الغرفة. فعلاً، لم يبق سوى أن ينتف شعرها ويصنع منه قبَّعة قبل سلخ جلدها وتناولها على الغداء.
ولإيمانها بأنّ ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، عادت سارة إلى سريرها وكافحت لاسترداده؛ دفعت نبيل بقوائمها ووضعت قدمها في عينه وبردت مخالبها في بيجامته وماءت فوق رأسه، وتحملت رائحة قدمه حين حاولت عضها، إلّا أنّها فشلت بسبب حجمها الضئيل وطبيعتها البريئة الضعيفة، ولم يعد أمامها سوى الاستسلام والاكتفاء بالنوم على ثلاثة أرباع السرير.
يُذكر أنّ معاناة سارة لا تقتصر على السرير؛ إذ يعاملها نبيل باحتقار ويستمر بطردها من شرفتها الخاصة على حافة المجلى حين يأتي وقت الغداء، ويوبخها حين تحاول تنسيق أثاث المنزل وكسر الأواني والمزهريات التي لا تُعجبها، فضلاً عن التقليل من شأنها ومحاولة إلهائها بكرة صوف غبية وكأنّها مجرد جرو أبله لا همّ له سوى طاعة صاحبه، وما بيدها حيلة سوى إمالة رأسها إلى اليمن والمواء بصوت خفيف حزين مبحوح مكسور ومداعبة أقدام نبيل، لتحصيل حقوقها البديهية مثل أكل سبع وجبات بالنهار والتبوّل داخل الخزانة.