شاب يكتفي بقراءة كتاب تاريخ واحد بما أنّ التاريخ يُعيد نفسه
٠٧ يوليو، ٢٠١٩

قرّر الشاب حسام عفلوط الاكتفاء بقراءة كتاب تاريخ* واحد فقط، لقناعته بأنّ الأحداث تُعيد نفسها باستمرار، ولا داعي لإضاعة الوقت بمطالعة المزيد من الكتب والمراجع.
وقال حسام إنّه سحب كتاب تاريخ الثورة الفرنسية من بين كومة الكتب المركونة على الرف غير آبه بعنوانه أو اسم مؤلفه أو الحقبة الزمنية أو المنطقة الجغرافية التي يتحدّث عنها “وقد استطعت من خلاله معرفة التاريخ كلّه وفهم الحاضر واستشراف المستقبل؛ فاقتحام الثوار لسجن الباستيل يتطابق مع حرق المغول لمكتبة بغداد، والمقاصل التي عمّت أنحاء فرنسا بعد الثورة تشبه تماماً ما حصل حينما قتل الظاهر بيبرس قطز، وها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم إذ يُقطّع الثائر أوصال أخيه الثائر، فنرى بن سلمان يُقطّع جسد خاشقجي بدم بارد”.
وأكد حسام أنّ على الجامعات الكفّ عن تدريس هذا التخصص “ليس من المنطق البتة أن يعيد الطلاب ويزيدوا بكلام مكرور لأربع سنوات؛ لقد تعمّد السياسيون إغراق الجامعات بالكتب والأبحاث والمقررات التاريخية للمراوغة وإلهائنا بالقراءة والتحليل وتشتيت انتباهنا حتّى يتسنى لهم إعادة التاريخ بأريحية قبل أن نستطيع فهم ما يجري”.
وأشار حسام إلى أنّ إعادة التاريخ لنفسه لا تقتصر على الأحداث السياسية فحسب “بل تمتدّ لتشمل المواضيع الاجتماعية والعاطفية والشخصية، لذا، يمكننا الاكتفاء بقراءة رواية واحدة أو حتّى مشاهدة فيلم يتضمن تجربة أي شخص من أي مكان بالعالم، سواء كان مارك زوكربيرغ أو تشي جيفارا أو نادين نجيم، لنعرف ما سيحدث معنا في المستقبل، ونفهم طبيعة أصحابنا وأقاربنا وأولاد جيراننا جميعاً”.
*التاريخ: وأصلها من الفعل رخى، المضارع منه يُرخي، سُميّ بهذا الاسم نظراً لطبيعته الرخوة التي تمكن الأمم من تحويره وتعديله ولويه وفق ما يخدم مصالحها. فيقال: الأمّة العربية هي أعظم الأمم في التاريخ.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.