تغطية إخبارية، تقرير

وسوسة الشيطان و ثلاثة أسباب أخرى تمنع ألمانيا من التوقف عن بيع أسلحة للتحالف العربي

Loading...
صورة وسوسة الشيطان و ثلاثة أسباب أخرى تمنع ألمانيا من التوقف عن بيع أسلحة للتحالف العربي

يتساءل العديد عن سبب استمرار ألمانيا، الجميلة، ذات الصدر الرحب والأذرع المفتوحة، ألمانيا الإنسانية الوادعة، المدينة الفاضلة، الدولة العظيمة التي يتمنى كثيرون ركوب البحار والموت غرقاً للوصول إليها وإكمال ما تبقى من حياتهم فيها بحب وسلام. نعم، يتساءلون كيف لها أن تُصدر السلاح إلى التحالف العربي في اليمن، رغم تنديدها بانتهاكاته وفرضها قيوداً عليه، ذارفةً الدمعة تلو الدمعة على الضحايا؟ كيف حملها قلبها لتخدعنا كلنا؟ هل فرض عليها أحد الأمر أم أعماها الطمع؟ هل هي الذئب مرتدياً ثوب الحمل الوديع؟ وإن كانت كذلك، ما الذي يمنعها من التصرف كأميركا ترامب جهاراً نهاراً وعلى عينك تاجر؛ لتتلقى الأموال وتقمع أي نقاش في البرلمان بدلاً من فرض القيود علناً ثمّ التحايل عليها بالسر؟

هذه الصدمة القاسية، حرّكت فريقنا للتحليل السياسي بما يملكه من بعد نظر وذكاء، للبحث في أسباب لجوء الألمان إلى هذا التصرف المؤلم، ولمَّا وصلوا إلى طريق مسدود، لم يتبق أمامهم إلا السفر في رحلة لأسبوعين إلى برلين ليسألوا مراكز القوى والحانات فيها، وهنا، تدخَّل رئيس التحرير وألَّف الأسباب المنطقية التالية بنفسه ليوفِّر تكاليف السفر.

أولاً – الشيطان: لا يترك إبليس الرجيم فرداً أو مؤسسة أو دولة أو حكومة إلّا ويوسوس لها لفعل ما لا ترغب به، وألمانيا ليست بمنأى عن ذلك؛ فبمجرد انتهائها من تصدير إحدى شحنات الأسلحة إلى التحالف، تندم وتُقرر عدم إرسال شحنات أخرى، ليبدأ بعدها الشيطان “ما الضير بإرسال شحنة أخيرة؟ لعلَّ ما ترونه وتسمعونه عن الانتهاكات ليس إلا إشاعات، ما المشكلة في كسب الأموال بدلاً من ذهابها إلى الأوغاد الأميركيين؟” وهكذا أصبحت المسألة كإدمان القمار، تخبر أصدقاءك ومعارفك بأنّك شفيت منه وتُعدد لهم مضاره المدمرة، ثم تتسلل إلى الكازينو للعب مرة أخيرة.  

ثانياُ – إضفاء الإثارة على حياتها: منذ سقوط النازية، ثم تشييد جدار برلين وانهياره الذي وحَّد ألمانيا وحصَرَ اهتمامها بمشاكل العالم الأول الرتيبة، فقدت البلاد عنصر الإثارة وأصبحت حكومتها تشعر بالملل، فكان لا بدَّ من بعض التشويق والإثارة ومنح نشرات الأخبار مواضيع جدلية شيقة للحديث عنها؛ كمسألة استقبال اللاجئين وآلية تنظيمها، وإرسال المساعدات الإنسانية إلى أهالي اليمن وبيع الأسلحة لقاتليه في آن معاً.

ثالثاً – الكشف عن اليمين المتطرف المُتغلغل في المجتمع: لن تتمكن الحكومة الألمانية من كشف التطرف المُعشعش في شعبها دون المساهمة بحرب تجلب اللاجئين إلى البلاد، ليظهر المتطرفون الرافضون لوجودهم، وتبدأ عقِبها بفضحهم وملاحقتهم.

رابعاً – أسباب فلسفية: ألمانيا التي أنجبت هيجل وماركس لا تتخذ قراراتها دون إعطاء البعد الفلسفي حقَّه، وقد طرحت الحكومة على نفسها أسئلة وجودية كتلك التي ناقشها نيتشه وهايدغر، تتعلق بماهية الوجود البشري وحقيقة التجانس بين الجماعات، وما إذا كانت أفعال التحالف العربي بحق اليمنيين تخدم فكرة التخفيف من “القطيع” والوجود المنحط. ولماذا قد يحرم الألمان الإنسانية من فكرة نبيلة كالتخلص من بعض الجماعات الدونية.

شعورك تجاه المقال؟