وزير الشباب وثلاث وظائف أخرى سترفض الروبوتات القيام بها
١١ يونيو، ٢٠١٩
يحبس العالم اليوم أنفاسه، خوفاً من تلك الآلات التي خلقها الإنسان معتقداً أنّها ستخدمه، فباتت تُهدد وجوده وتسرق وظيفته (إن وجدت) وحياته (إن وجدت أيضاً) وتحل محله (إن كان هناك ما يشغله أساساً)، ويجزم العلماء بانعدام إمكانية نجاة أي وظيفة من بين أيديها في المستقبل: موظفو الاستعلامات، نادلو المطاعم، الأطباء، ملمعو الأحذية، المحاسبون، بائعو الفول، كتاب المقالات الساخرة، حتى أنّها باشرت بتعلّم الرقص الشرقي لتسلب فيفي عبده حضورها الطاغي، كما ستحل مكان الممثلين والشعراء والروائيين والصحفيين وفيصل القاسم، وقريباً سنراها “فري لانسر” تسلم العمل بعد تأخر بسيط لا يذكر مقارنة مع الزميلة سماح طنيب، وسنشهد الأشدّ لؤماً منها تفرد بُسُطها لتنهب الشحادين عملهم، وتنظف الحمامات أو تصلح المجاري لتحرمنا حتى من أكثر الأعمال بؤساً.
ولكن هذا لا يمنع نجاة بعض الوظائف التي سترفض الروبوتات بشكل قاطع القيام بها والحلول محل أصحابها، لذا، نقدم لكم قائمة بها، لنريح أصحابها ونطمئنهم على مستقبل المهني. ونحثكم في هذا الصدد على تدارك الوقت والاشتغال بها قبل أن يفوتكم القطار.
١. وزير شباب في الوطن العربي: أعطت الروبوتات نتيجة خاطئة في كل مرة أُدخلت فيها كلمتي “شباب” و “عربي”؛ إذ لم يسبق لها أن سمعت بوجود شباب في الوطن العربي من قبل، ولم تفهم ما الذي يفعله وزراء الشباب بالتحديد، أو الجدوى من وجودهم أصلاً، ومع تطوّر ذكائها، ستلاحظ أنّ الغرض من وجودهم هو الجلوس على المقاعد الجلدية طوال الوقت وإلقاء الخطابات وافتتاح الفعاليات، لكنّها سترفض الضلوع بهذه المهمة، لأنها تعلم أنّها حين تكبر بالسن ستصدأ معادنها وتتعطل داراتها الكهربائية، على عكس وزير الشباب العربي، الذي يكون في ريعان شبابه وبكامل عطائه حين يستلم الوظيفة بعمر الستين.
٢. الناطق باسم الحكومة: يعتقد معظم الناس أنّ الناطق باسم الحكومة لا يختلف كثيراً عن الروبوت، فيُكرر الكلام ذاته باستمرار وفق تعليمات محددة ودقيقة، إلّا أنّه اعتقادٌ خاطئ، فروبوتات الغد تختلف عن روبوتات أمس، وبعد الجهد الذي ستبذله لتطوير نفسها، ستتمتع بالذكاء والإحساس والكرامة والضمير، وترفض العودة إلى عصور الظلام الروبوتية بتكرار كلام كاذب وأبله يمليه عليها أسيادها اعتماداً على خوارزميات بدائية للغاية.
٣. المُحرم: السادة المحارم في كلّ بقاع الأرض، ضعوا أقدامكم في مياه باردة، لن يسعى أي روبوت وراء وظيفتكم الاستثنائية، لأنها من الوظائف القليلة التي تتطلب ما لا يملكه وهو قرابة الدم، ورغم قدرته على تجاوز هذه العقبة بالرضاعة من ثدي محارمكم أو والداتهن أو أخواتهن ليصبح مُحرماً هو أيضاً، لكن بإمكانكم الاطمئنان، إذ سيرفض إهدار وقته في ملاحقة ولاياكم، اذهبوا إلى محارمكم واضربوهن، فقد تنفسوا الصعداء لظنهن أنّ الثورة التكنولوجية ستخلصهن منكم، وهو ظنٌّ آثم.
٤. المدير المساعد: الروبوتات غير معنية بالمسميات الوظيفية، وهي تُعنى بالإنجاز المبني على مهام واضحة، ولذلك، يصعب عليها استيعاب وظيفة مُبهمة كهذه، لا يعلم أحد ممن يباركون لمن يحصل عليها ما هو دوره في أيّ مؤسسة، بما فيهم هو نفسه، إذ يفرح بلقب “مدير”، إلّا أنّ إلصاقها بكلمة “مساعد” يُذكره بوهمية صلاحياته ومهامه، وكل ما يمكنه فعله هو استقبال زوار المدير الحقيقي المشغول باجتماعات أخرى وتقديم القهوة لهم والدردشة معهم إلى أن يحين دورهم للقائه، إضافة لإمكانية هز رأسه والابتسام في وجه موظف حين يثني المدير عليه والنظر شزراً إليه إذا ما أبدى انزعاجه منه.