لايف ستايل، تقرير

قصة نجاح: هكذا أصبحتُ العبد المُفضل لمديري بعدما كنتُ مجرّد عبد عنده

محسن فلاعصة - مُراسلنا لشؤون تفادي النَّظر إلى الأعلى حتى لا تنكسر رقبتك

Loading...
صورة قصة نجاح: هكذا أصبحتُ العبد المُفضل لمديري بعدما كنتُ مجرّد عبد عنده

مع أننا نتمنى للجميع مُستقبلاً خالياً من القيود والعبوديّة، ونحب لو نذكُر لكم قصص أباطرة المال مثل بيل جيتس أو جيف بيزوس، إلا أنكم لا تملكون جواز سفر أمريكي مثلهم، ولا يُمكنكم الوصول إلى مراتبهم مهما كُنتم عصاميّين. أجل، ما كُل ما يتمنّاه المرء يُدركه، حتى لو كان ذلك المرء حُرّاً، فما بالك إن كان حاله مثلك عزيزي العبد القارئ، أو مثلك عزيزتي الأمَة القارئة؟

لذا، قرّرنا الانحدار بطموحاتكم وأحلامكم إلى أرض الواقع، ونذكُر لكم قصّة العبد عزيز خزّوق، الذي حقّق ما يجب أن تطمحوا إليه فعلاً، فقد حظي بمُباركة سيده المُدير، ونال فُرصته بالحصول على مركزٍ مرموقٍ في تراتبيّة العبيد في الشركة. صار عبده الذي في رقبته قيد من ريش، وتنعّم بمزايا وخصائص لا يحظى بها بقيّة العبيد من الموظفين أمثالكم، أيها المُسخّمون.

الإصرار على النجاح

بدء عزيز مسيرته موظّفاً بسيطاً بعيداً ومعزولاً عن مكتب معالي المُدير، لا يحتكّ به إلا عندما يُقرّر الدخول لبهدتله هو وبقيّة الزملاء، ثُمّ يُغادر مُسرعاً ليبهدل موظفين آخرين، دون أن يتيح له فُرصة التعبير عن مدى إخلاصه وطاعته وعبوديّته له.

ويقول عزيز إنه لم يرض بأن يكون عبداً عادياً كبقيّة الموظفين “أدركت منذ نعومة أظفاري أنني شخص استثنائي، لم يكن لطموحي حدود، ومنعني كبريائي أن أقبل تلقي التوبيخ والشتائم من المدير كبقيّة الموظفين، والأسوأ، حين كان يوكل مهمّة بهدلتنا وإهانتنا لعبدٍ آخر مثلنا، لا يتمتّع بصلاحيات إداريّة كافية تستحق أن تُهدر كرامتنا لأجلها”.

مسيرة النضال

وبيّن عزيز أن الطريق إلى قلب المُدير كان صعباً وشائكاً “احتدمت المُنافسة بيني وبين باقي العبيد، وتسابقنا جميعاً لنحظى بمكانة خاصّة لديه، فكتبنا التقارير بزملائنا واشترينا له الهدايا بمُناسباته الخاصّة، واصطدمنا باستحالة الحصول على واسطة لتزكية أنفسنا عنده، إذ لم يكن أحد من المُقربين لديه مُستعداً لاقتسام حبّه مع شخص آخر”.

الوصول إلى القمّة

وأكّد عزيز أن الصعوبات التي واجهها لم تُثنه عن تحقيق هدفه “رحت أجرّب أساليب مُستحدثة لم يسبقني إليها أي من العبيد الآخرين؛ رفعت له تقارير أشي بها عن نفسي، ودفعت نصف راتبي لأشتري هداياً في عيد ميلاد كلبه، ولم أنتظره صباحاً أمام الشركة لأفتح له باب سيارته، فقد كُنت أسبقه إلى بيته لأفتح له الباب أثناء خروجه إلى الشركة، واستمرّيت على هذا المنوال إلى أن أُعجب بي عطوفته وقرر تعييني كبيراً لعبيد الشركة”.

طموح سقفه السماء

وشدّد عزيز على أن طموحه لن يقف عند حدود منصب العبد المُفضّل لمُديره “سأواصل التملّق لمن في السُلطات العُليا، لعلّي أتحوّل من موظف عبد لدى المُدير، إلى مُدير عبد لمدير عام أو حتى وزيراً عبداً للزعيم، ومن يدري؟ قد يحالفني الحظ وأصبح زعيماً عبداً لدولة أجنبية”.

شعورك تجاه المقال؟