منظَّمات حقوقيَّة تكشف إجبار نحو ٢٥,٠٠٠ رضيع يومياً على أخذ جنسيات عربية
١٢ فبراير، ٢٠١٩
كشفت دراسة أجرتها عدَّة منظمات حقوقية نتائج مفزعة تشير إلى أن ما يزيد عن خمسةٍ وعشرين ألف إنسان يجبرون على اكتساب إحدى الجنسيات العربية يومياً، في المنطقة الممتدة من المغرب غرباً حتى العراق شرقاً.
وأفادت الدراسة أنَّ هذا الانتهاك يقع بحقِّ أطفالٍ رضَّع لا حول لهم ولا قوَّة “تخيَّل أن تُساق عنوةً إلى هذا العالم الذي لا تعلم عنه شيئاً بعد، وتفاجأ بعد قطع الحبل السُّري بأن اسمك عمر أو أسامة أو فاطمة، تحمل جنسيةً عربية تُجبرك على البقاء في هذه البقعة من العالم، دون أن تترك لك فرصة الانتقال إلى أي مكانٍ آخر في المستقبل”.
جريمة مستدامة
وبيّنت الدراسة أنَّ تبعات إجبار الرضَّع على الحصول على جنسيات عربية لا تقتصر على جوازات سفرهم فحسب “وجود هؤلاء الضحايا في المنطقة يسبِّب لهم تشوهات وأمراضاً نفسية عديدة مع مرور الزمن، أشهرها وسواس الماضي المجيد والإكتئاب الديني الحاد والهوس الجنسي، بل أن حالة بعضهم تتطور ليصابوا بمتلازمة استوكهولم، ويتملَّكهم حبُّ المنطقة التي يسكنوها، فيتعاطفون مع أهلها ويتطبَّعون بطباعهم، ممَّا يولِّد لديهم الرغبة بإنجاب المزيد من الأطفال وتكرار الجريمة نفسها بحق ضحايا جدد”.
تواطؤ رسمي
أضافت الدراسة أنَّ الجريمة لا يقترفها المواطنون فحسب، وإنَّما تتم بتواطؤ مع حكومات المنطقة، التي تخصِّص دوائر لاستقبال طلبات المواطنين المجرمين، بغرض تنظيم إجراءات استخراج أوراقٍ رسمية وشهادات ميلاد للضحايا تثبت يوم ومكان وقوع الكارثة، يترك المجرم بعدها حراً طليقاً بلا أي مساءلة قانونية.
جريمة متعددة
واعتبرت الدراسة تلك الجريمة فريدة من نوعها، حيث تتفرَّع إلى جرائم أخرى، مثل منح أرباب العائلات أولادهم جنسيات عربية، رغم علمهم المسبق أنَّهم لن يصبحوا وزراء أو نواباً عندما يكبرون، بينما تُجبر أُسر فقيرة أبناءها على تلك الجنسيات ثمَّ تلقي بهم إلى الشوارع والمدراس الحكومية، لكنَّ أكثر هذه الجرائم فظاعة تتمثَّل بإجبار الإناث على اكتساب تلك الجنسيات.
أُفق مظلم
ختمت المنظمات الحقوقية دراستها بالإشارة إلى أنَّ الكارثة في تزايد مطرد، وأنَّ الناجين يعتبرون قلة، لا يمكن تصنيفهم إلا كاستثناءات محظوظة “ينجح بعضهم بالهرب من تبعات الجريمة التي وقعوا ضحيتها في طفولتهم، فيغادرون إلى بلدٍ آخر ليحصلوا على جنسيته ويبدؤوا حياة جديدة، كما أن هناك فئة محدودة تنجب أطفالها في بلاد أخرى، فيما يحالف الحظ آخرين، فيموتون إثر صاروخ أو مرضٍ ينقذهم قبل فوات الأوان”.