اختفاء جميع مشاكل البلاد بعد منع نشر الأخبار بخصوصها
٠٦ فبراير، ٢٠١٨

نجحت الحكومة الرشيدة بإخفاء الفقر والبطالة وتدهور التعليم والصحة والزراعة والصناعة والأحوال المعيشيّة والمظاهرات والإضرابات وانتشار الجرائم من سرقات وسطو مُسلّح وارتفاع معدلات الانتحار، بعد قرارها منع الإعلام من تداول الأخبار المتعلقة بهذه المشاكل.
وقال الناطق باسم وزارة الداخليّة إن الأجهزة الأمنيّة أعدّت خُطةً مُحكمةً للتعامل مع مشاكل البلاد “باشرنا بحملاتِ مُداهمة للبؤر الساخنة والمُضطربة، وضبطنا الآلاف خلال تغطيتهم الأحداث الجارية، وصادرنا أدواتهم الإجرامية كالهواتف التي استخدموها للتصوير ونشر تقارير عمّا يجري أولاً بأوّل على مواقع التواصل الاجتماعي، وأتلفنا مُحتوياتها خلال وقتٍ قياسي قبل أن تُنشر ويشاهدها الناس”.
وهدّد الناطق بإيقاع أشد العقاب على كُلّ من تسوّل له نفسه تغطية ما يجري من وقائع أليمة “سنتعامل معهم بكل حزم ونضربهم بيدٍ من حديد، لأنهم هُم المجرمون الحقيقيون الذين يسعون لتشويه صورتنا ويدفعون السياح والمستثمرين والمانحين للعزوف عن القدوم إلينا، ويجهضون مساعينا في الترويج لأنفسنا كمسيطرين على الأوضاع وأنّ كل شيء يسير على ما يُرام في ظل حكم القائد الرشيد”.
وأشاد الناطق بوسائل الإعلام المحليّة والشقيقة والصديقة وبمهنيّتها العالية “إذ قاموا برفع معنويات المواطنين ونشروا أخباراً عن افتتاح حضانات وعن إنجازات الزعيم بدلاً من تضييع وقت الجميع بالحديث عن الاضطرابات والمشاكل”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.