لايف ستايل، الحدود تسأل والحدود تجيب

لماذا لم يأت الغضب الساطع حتى الآن؟ الحدود تجيبك دون أن تسأل

Loading...
صورة لماذا لم يأت الغضب الساطع حتى الآن؟ الحدود تجيبك دون أن تسأل

فعلاً، لماذا لم يأت الغضب الساطع حتى الآن؟ ما الذي كان يفعله خلال الفترة الماضية؟ فمنذ سماعنا الأغنية التي تبشّر بقدومه ونحن ننتظره على أحر من الجمر، ولكنه لم يصل، ولم يظهر حتى طرفه، فلمَ يا ترى؟ أين يُضيِّع هذا الشقي وقته فيما نحن ها هنا قاعدون بانتظاره وكلّنا إيمان وعيوننا ترحل إلى زهرة المدائن كلّ يوم؟ هل هو غودو الشهير الذي حرق أعصاب الدنيا بانتظاره؟ هل يحتاج أجرة طريق ليصل إلينا؟ أم أنه في مهمة عاجلة لتحرير شعوب أخرى غيرنا؟

خبراء الحدود لشؤون تحرير الأرض والإنسان، وبمناسبة طيران القدس، ومعها فلسطين من البحر إلى النهر وبضع دول مجاورة، عقدوا اجتماع قمّة طارئاً للوقوف على أسباب ودوافع ماهية الخفايا وراء تأخر قدوم الغضب أفندي لينورنا بسطوعه، وتوصلوا إلى السيناريوهات التالية:

١. الضياع في متاهة الطرق: لعلّه شد الرحال نحو القدس سالكاً الطَّريق المارّ بعمّان، ولكنه غير طريقه عندما عرف أن الطريق نحو القدس يمرُّ من جونية، ثم غيرها ليمر من كربلاء، ثم بيروت فمكة والمدينة، تبعتها القلمون والزبداني وحمص وحلب ودرعا والسويداء والحسكة والقصير ومقاديشو. وهو لا يزال يتنقل من طريق إلى آخر، متمسِّكاً برفضه الوصول إلى القدس عن طريق السفارة الإسرائيلية في الأردن أو مصر، لما في الأمر من مذلَّة ومهانة، واحتماليَّة عودته خائباً من أحد المعابر أو حتَّى قتله.

٢. انتظاره للزمان والمكان المناسبين: يُرجَّح أنَّ يكون قد أخّر قدومه حتَّى الآن تفهماً للظروف المرحلية والمنعطفات التاريخية التي يمر بها محور المقاومة والممانعة، ولالتزامه التام بمساعدته على جمع حقوقه بالرد والاحتفاظ بها لنفسه. أما إذا أخذنا خضوع الزمان والمكان لقوانين النِّسبية، نُدرك أنَّ الانتظار نسبيٌّ أيضاً، وفي الوقت الذي يشعر فيه البعض أنَّ الغضب قد تأخر، يرى آخرون أنَّه لم يبدأ بعد.

٣. عقده معاهدة سلام: قد يكون الغضب الساطع دخل في محادثات سريّة مباشرة وغير مباشرة في أوسلو أو وادي عربة أو واي بلانتيشن، وتوصل إلى معاهدة سلام وتسوية وتطبيع علاقات وكفى الله المؤمنين شر الانفعالات والقتال.

٤. أن يكون قد حضر بالفعل: قد يكون موجوداً بيننا الآن ويقوم بعمله على أتم وجه، إلا أنَّنا لا نرى منه أيَّ نتائج لأنَّ هذا هو حجمه الحقيقي، المشابه لحجمنا الحالي. أو لعله حضر ونظر إلينا من بعيد دون يلاحظ أحد وجوده، ثمَّ غادرنا لاعناً أبو الساعة التي جاء بها إلى أمّة كهذه.

شعورك تجاه المقال؟