لايف ستايل، فتوى

فتوى الحدود: هل يعد قتل المسيحيين بمناسبة أعيادهم اعترافاً بها؟

فضيلة مولانا الشيخ مدرار أفاضل - شيخ الحدود لشؤون التحريم والتحريم

Loading...
صورة فتوى الحدود: هل يعد قتل المسيحيين بمناسبة أعيادهم اعترافاً بها؟

القرّاء الأعزاّء، الأخوات القارئات، راسلنا السيد أبو الزُّبَيْر، لينهل من علمنا، ويسألنا إن كان تفجيره لنفسه في مجموعة من المسيحيين والكفَّار بمناسبة حلول أحد أعيادهم اعترافاً بهذه الأعياد الكاذبة، وإن كان من الأفضل انتظار انتهاء أيَّام المعصية للانتقام من احتفالهم بها على الملأ.

أوَّلاً، نود شكر الأخ أبو زبير على سؤاله، لما للأمر من فائدة تعود على المجاهدين في كلِّ بقاع الأرض، وله ولنا الأجر بإذن الله. سنجيب على سؤاله، دون أن نطيل الحديث عن حرمة معايدة الكفّار، خصوصاً أن قرَّاءنا الأعزاء ولدوا على الفطرة السليمة ويعرفون هذا الأمر مسبقاً.

أما بالنِّسبة لإجابة السؤال، فقد اختلفت آراء العلماء؛ فأعطى فريق منهم الأولويَّة للقتل بغضِّ النَّظر عن اليوم أو المناسبة، وذهبوا إلى ضرورة استغلال تجمِّعهم في هذه الأيَّام للقضاء على أكبر عدد منهم دفعة واحدة، مستندين برأيهم هذا إلى ضرورة الاعتراف بالمشكلة لمواجهتها بدلاً من دفن الرؤوس بالرِّمال.

أما الفريق الآخر، فقد حرّم القتل بهذه الأعياد، حيث يرون أنَّ التَّفجيرات تعطي انطباعاً احتفالياً كما المفرقعات والعيارات النَّارية  في أعراس هذه المنطقة، إضافة إلى أنَّ ارتداء الزيِّ الانتحاري الرَّسمي في مناسبة سعيدة مفسدةٌ ما بعدها مفسدة، كونه يقارب الاحتفال بالهالوين، والعياذ بالله.

فكيف إذاً تميِّز الحقَّ من الباطل؟ فأنت في نهاية الأمر، لن تكون سعيداً إذا فجَّرت نفسك وانتهى بك الأمر في قعر جهنّم مع ضحاياك.

لا عليك، فلكل معضلة حل، وتالياً، نقدم لك هذين الحلين، الأول، كي لا يحتسب أنّك اعترفت بأعيادهم، والثاني، لتفادي إساءة فهم تفجيرك على أنّه احتفال، عسى أن يتقبل الله كليهما في ميزان حسناتك وحسناتنا:

١. نسيان أعيادهم:  يمكن تحقيق ذلك عبر عدم التَّفكير، أبداً، بتاتاً. لا تنظر إلى الرزنامة ولا تتعرف التواريخ، ثم اجلس أمام كنيسةٍ يومياً، وتَفاجَأ عندما تراهم مجتمعين سويَّةً في أحد الأيَّام، فقد نسيت أن لديهم أعياد، عندها عليك انتهاز الفرصة وتفجير نفسك قبل أن توقظ عقلك ضحكات أطفالهم فتتذكَّر أنَّه عيدهم.

٢. عليك بالسلاح الأبيض والفنون القتالية كالكونغ فو والكراتيه: مع أنَّ هذا الخيار ليس بفعاليَّة العمليَّات الانتحاريَّة، وقد لا يؤدِّي لاستشهادك فوراً، لكن تذكَّر أنَّ درء المفاسد أولى من جلب المصالح، أنَّك حققت مرادك، أو جزءاً منه، دون أن تشارك أعداء الدِّين مظاهر الاحتفال.

وفي النهاية، نخبرك، أخي المؤمن، أنَّ الأعمال بالنِّيات، وأنَّ ديننا دين يسرٍ وليس عسر، فتأكَّد أنَّ عملك  لن يذهب سدىً، والله أعلم.

شعورك تجاه المقال؟