لايف ستايل، فتوى

فتوى الحدود: هل يعد التبرع بالحيوانات المنوية صدقة جارية؟

Loading...
صورة فتوى الحدود: هل يعد التبرع بالحيوانات المنوية صدقة جارية؟

وردنا السؤال التالي من المواطن مدرار حمّال: أنا شابٌ مؤمنٌ أحب مساعدة الناس والأعمال الخيرية، إلا أن المشكلة تكمن في كوني من ذوي الدخل المحدود، ولا أملك في هذه الحياة الدنيا سوى فحولتي الزائدة عن الحاجة. وسؤالي: هل يجوز لي التبرّع بشيء من حيواناتي المنوية الفائضة عن الحاجة؟ وهل يعد ذلك صدقة جارية تدرّ علي الحسنات؟

الأخ مدرار، نود في البداية أن نشكرك على حسّك الإنساني الرفيع وسعيك لاستغلال قدراتك لخدمة البشرية، بدلاً من إهدارها سدىً في المناديل الورقية ومجاري الصرف الصحّي. من الواضح أن لك من اسمك النصيب الوافر، لذا، عقدت لجنة من نخبة علمائنا اجتماعاً للإجابة على سؤالك بسرعة، وتالياً ما خلصنا إليه، نسأل الله أن يعفينا وإياك  من مذلّة السؤال.

تمتلك الحيوانات المنوية صفة الجريان بالفعل، كونها تعيش في سائل، لذا هي جارية، إلّا أنها تفقد صفة الجريان أثناء مراحل تكوينها في رحم الأنثى، وسرعان ما تعود للجري فور تحولها إلى طفل يركض وراء والدته، في حال لم يكن الطفل بليداً كسولا.

لكن يبقى السؤال، هل هي صدقة؟ في الواقع، يعتمد ذلك على عدّة عوامل أساسية، أهمها:

١. سلوك أطفالك: فسلوك أبنائك وبناتك المستقبليين، هو العامل الأساس في تحديد ما إذا كان تبرعك صدقة جارية أم إثماً جارياً، ويظهر ذلك جليّاً قبل نزول الطفل من بطن أمه، وما إذا جلس فيه مهذّباً دون أن يسبب لها الكثير من الإزعاج، أو كان طفلاً شقياً مشاغباً، وتعمّد رفس بطنها بقدمه طوال الوقت، مسبّباً لها الآلام المبرحة.

أمّا بعد ولادته، فإن  بكاءه المتواصل، وإيقاع رضاعة الحليب أرضاً، وإجبارها على تغيير فوطه، والتهام ألعابه وتعذيبه الحيوانات الأليفة وعدم سماعه كلمة الماما والجلوس هادئاً لمتابعة برامج الأطفال دون إزعاج، كل ذلك لا علاقة له بالصدقة الجارية، ولا الواقفة.

وفي مرحلة المراهقة، فإن نبش أعشاش الطيور والتدخين في حمام المدرسة، والعسكرة على أسوار مدرسة البنات المجاورة سيبعد مساهمتك كل البعد عن كونها صدقة، بل ستشوى في النار سنوناً جراء هكذا عمل أضررت به الإنسانية.

ونصل في نهاية هذه النقطة، الطويلة بالفعل، والتي سنحسم من راتب كاتبها، نصل إلى المرحلة الأهم، مرحلة بلوغه واستقلاله، حيث تواجه احتمالية كبيرة بأن يصبح ابنك لصّاً أو قاتلاً مأجوراً أو متحرّشاً قذراً، خصوصاً ما إذا وصلت تبرعاتك إلى أم ّفي المنطقة العربية، وهو ما سيعود عليك بآثام كبيرة، أو لعله، والعياذ بالله، اشتغل بالسياسة وأصبح مسؤولاً، حينها، تبوّأ مقعدك في جهنّم جزاء بما اقترفت. ولكن، يبقى الأمل أن يختار ولدك مهنةً شريفةً، كأن يصبح معلّماً أو عداءً أو لاعب كرة قدم، عندها، ستجري حسناتك بسرعة كبيرة.

٢. النيّة: يجب أن تكون النيّة خالصة، أما أخذك لمقابل مادي، فإنه يدخل في باب الإتجار بالحيوانات المنوية. عليك مراعاة زبوناتك الفقيرات بالأسعار، أو أن تبيعهن الحيوانات بالتقسيط. وحذارِ يا أخي أن ترفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، فتحقق ربحاً فاحشاً لا يتّسق مع الأخلاق الحميدة.

٣. أن تتبرّع لأنثى بالغة عاقلة راشدة ومؤمنة: فلا يجوز لك التبرّع للواتي لم يبلغن التاسعة، لأن التبرّع لمن هنّ دون السن القانوني يطابق زواج القاصرات، كما يجب أن تكون الأنثى التي تبرّعت لها ملتزمة ولا تشرب الكحول، ولا تأكل لحم الخنزير، ولا تعرض نفسها على أطباء ذكور.

٤. تبرّع لنصرة الجهاديين: كالتبرّع لدولة الخلافة، فهم يعانون نقصاً حادّاً في الرجال، ولعلّه يخرج من صلبك رجال يفجّرون أنفسهم لإعمار الأرض.

شعورك تجاه المقال؟