دليل الحدود: كيف تتصالح مع الدابّة في داخلك
٢٧ يناير، ٢٠١٧
غالباً ما تجد نفسك، عزيزي/حبيبتي القارئ/ـة في معركة داخلية إزاء الأحداث ومجريات الأمور، فبدءً بالأطفال المشرّدين وليس انتهاء بالأخبار، يستنزف العالم مشاعرك وأحاسيسك لدرجة قد تفقدك عقلك إن تمكّن الإنسان في داخلك من التّغلّب على البهيمة التي في داخلك، وأن يظهر.
خبير العلوم الاجتماعية والنفسية في الحدود، الدُّكتور رمزي النعرات، يقدِّم لكم خمس طرقٍ سهلة وسريعة لتفادي الشعور بالذَّنب، وسدِّ مجاري الإحساس بالآخر والتعاطف معه.
:كتب رمزي النعرات
في داخل كل منّا، تقبع دابّة أو بهيمة، لا يوجد لديها مشاعر ولا ضمير. ومع ازدياد مشاكل العالم، وتفاقم المشاكل الموجودة أصلاً، يتوجّب على الإنسان أن يتعلَّم تسليم دفَّة القيادة لدَّابته:
حمّل المسؤولية للضحية: يمكنك تطبيق هذه الطريقة على أي نوع من الحوادث، كجرائم القتل أو الاغتصاب أو السرقة، أو حتى غرق اللاجئين، مما سيساعدك على تحجب الحقيقة عنك، ويحميك من التعرَّف على المشكلة الحقيقية، الأمر الذي يلغي وجودها أساساً.
تذكر يوم الحساب: من أنت لتغيِّر حال الكوكب وتواجه كل هذه الأهوال؟ فلتعلم يا عزيزي أنَّ الله قدير على كل شيء، يمهل ولا يهمل، وأنَّ الصَّبر مفتاح الفرج، وفخار يرقص في العتمة. فلا داعٍ لتتعب نفسك بأمور تعلم أنَّها ستحل، ولو بعد حين، وأنَّ الحق سيعود لأصحابه ولو بعد وفاتهم.
تعذر بمشاكلك الشخصيّة: تذكر يوميَّاً أنَّك شخص ناجح ومنتج ولا تملك وقتاً لمتابعة الأخبار، ناهيك عن التعليق عليها أو التفاعل مع تأثيراتها. كما أنَّك إنسان لديه ما يكفيه من المشاكل أيضاً، فعليك إحضار الملابس من المصبغة وإحضار علبة لبن في طريق عودتك إلى المنزل، وهي معضلات مصيرية لا يجب أن تنساها أبداً بسبب مشاكل ثانوية لا علاقة لها في حياتك.
أدخل نزعة فلسفية في عباراتك: عند تأزُّم الأزمات، وحشر دابَّتك في الزّاوية، أكِّد للعالم أنَّ الوجود لا معنى له بتاتاً، و أنَّ الحياة عدم، فما يحصل حولك في العالم لا يهمِّ أبداً. وكما بدأت أنت وغيرك من تراب فستعودون إلى التراب، فكيف لك أو لأي شخص أن يهتم؟
كحَل أخير، انقل المعركة لمواقع التواصل الاجتماعي: إذا بدأ الإنسان في داخلك بالخروج، وشعرت بالضعف أمام إنسانيَّتك، لا ضير من تفريغ مشاعرك على مواقع التواصل الاجتماعي، غيِّر صورة “البروفايل” على كل هذه المواقع والتطبيقات، وانتظر كم التعاطف الذي سيأتي من أصدقائك على معاناتك من الحاجة لسم بدنك بمعرفة أن العالم ظالم.