أم تنتهز فرصة دخول ابنها ليستحمَّ وتبدأ بجلي الصحون بالماء الساخن
٢٣ ديسمبر، ٢٠١٦
أسرعت السِّيدة فريال ملحوم إلى المطبخ فور أخذ ابنها استراحةً من الاستلقاء في فراشه وذهابه في زيارته الأسبوعيَّة إلى حوض الاستحمام، لتباشر جلي الصُّحون والكؤوس بماءٍ انتظره ابنها لساعة كامة حتَّى يسخن.
وروى الابن لمراسلينا معاناته كلِّ مرَّة يجازف فيها ويقرر الاستحمام “رأيت الموت بعيني عند أوَّل حادثة. كنت أدندن أغنية تامر حسني “نار نار” أثناء انهمار الماء السَّاخن على جسدي، لتهبط درجة حرارة الماء إلى ما دون الصفر دون سابق إنذار. لم أميِّز إذا ما شُللت بسبب نزول الماء القادم من القطب الجنوبي مباشرةً على دماغي، أو لأنَّني صُعقت لتأكِّدي أنَّ أمي، نبع الحنان، ورمز التضحية، هي السبب”.
إلَّا أنَّه تمكَّن مؤخَّراً من إيجاد حلٍّ مؤقت للمشكلة، حيث يخدع والدته بفتح الصنبور قبل خلع ملابسه، ويجلس على أرضية الحمَّام يلعب بهاتفه الذكي، أو يشاهد الأفلام الإباحيَّة حتَّى تنتهي والدته من الجلي، ثمَّ يغتسل بأسرع وقت ممكن بما تبقّى من الماء السَّاخن.
من جهته يقول الخبير النَّفسي في الحدود أنَّ هذا التصرف، وما يشابهه، نابعٌ من توِّلدِ نزعةٍ انتقاميَّة في عقل الأمِّ الباطن “تسعى الأمهات، أحياناً لا إراديَّا، للثأر من أبنائهنَّ باعتبارهم عوامل رئيسيَّة للعديد من الآلام الجسديَّة والنَّفسية منذ المخاض إلى الوفاة، لتسبب لهم أكبر قدرٍ ممكن من الأضرار دون أن تودي بحياتهم، لأنَّها تحبهم وتحنِّ عليهم بالتأكيد”.
من جهتها أنكرت فريال اتهامات ابنها لها بانتظار دخوله إلى الحمَّام للبدء بعمليَّة الجلي، مؤكِّدة أنَّها محض صدفةٍ تتكرَّر في كلّ مرة، وأنَّها لن تسمح للجلي بالتراكم أسبوعاً كاملاً لمجرِّد التنغيص على حياة ابنها، بل لانشغالها بأمورٍ أخرى أهم. إلَّا أنَّ الأب ومراسل الحدود وجارة فريال التي تراقب منزلها من بين النَّوافذ أكَّدوا أنَّ العكس هو الصحيح.